"البوابة نيوز" في جولة بمتاحف الأقصر.. متحف التحنيط يحافظ على تاريخ لا يموت

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد محافظة الأقصر، واحدة من أهم المدن التاريخية في العالم، إذ تحتضن بين جنباتها إرثًا حضاريًا فريدًا يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، ولا يقتصر هذا الإرث على المعابد والمقابر الأثرية فقط، بل يتجسد أيضًا في مجموعة متميزة من المتاحف التي تسهم في حفظ وعرض هذا التراث الخالد.

وتُعتبر المتاحف في الأقصر، منارة تعليمية وثقافية، تلعب دورًا محوريًا في توثيق التاريخ، وتعريف الزوار بمظاهر الحياة في العصور المختلفة، بدءًا من عصر الفراعنة وحتى العصر الحديث. يهدف هذا التقرير إلى استعراض أبرز المتاحف الموجودة في محافظة الأقصر، مع تسليط الضوء على أهميتها التاريخية، ومحتوياتها، ودورها في تنشيط السياحة الثقافية في مصر.

متحف التحنيط بالأقصر: الأول من نوعه في العالم كنوز مصر القديمة بين تفاصيل الحياة والموت

ثم ننتقل إلى متحف التحنيط، أحد أهم المتاحف النوعية المتخصصة في مصر، والأول من نوعه في العالم، والذي يقع في قلب كورنيش النيل شمال معبد الأقصر، فما أن يخرج السياح من رحلاتهم النيلية بالمراكب أو يخرج الأهالي من المعدية المخصصة لنقلهم من الشرق للغرب، يجدون متحف التحنيط، على بعد خطوات من ديوان محافظة الأقصر.

وتأخذكم "البوابة" في جولة في هذا المتحف المميز، والذي يستهدف إبراز تقنيات فن التحنيط الفرعوني القديم التي طبقها قدماء المصريين على العديد من المخلوقات وليس على البشر فقط، حيث يعرض في هذا المتحف الفريد عددًا من المومياوات البشرية ومجموعة من مومياوات الحيوانات مثل التماسيح، والقطط، والأسماك‎، كما يضم بعض اللوحات التعريفية بأسرار التحنيط والبعث وحساب المتوفى، والوسائل التي كانت تستخدم في عملية التحنيط، من مواد وأدوات.

يتكون المخطط العام للمتحف، من قاعة عرض واحدة تنقسم إلي جزئين، الأول بالطريق المنحدر عبارة عن قاعة عرض خاصة باللوحات الجدارية المعلقة وعددها 10 لوحات معلقة تبين خطوات التحنيط وتفاصيل طقوس الموكب الجنائزي والإجراءات التي تتبع من الموت وحتى الدفن، وتقع علي يسار المدخل وعلي طول الممر الصاعد، وهي عبارة عن مشاهد مرسومة من واقع برديتي "آني وهوـ نفر"، والتي تلقي الضوء علي رحلة الـ70 يوما من الوفاة حتى الدفن والمحاكمة، والثاني يقع في نهاية الطريق المنحدر وتعرض فيه أكثر من ستين قطعة في 19 نافذة عرض زجاجية مصممة طبقا لمعايير المجلس الدولي للمتاحف، وتشبه إلي حد كبير خزانات المتحف البريطاني، وتحتوي علي عشرات القطع التي تم اختيارها من المتحف المصري.

وتضم قاعة العرض بالمتحف، حوالي 73 قطعة أثرية معروض في ظل نظام إضاءة مميز وتعطي تعريفًا شاملًا لعملية التحنيط والموت في مصر القديمة من خلال شرح الأهمية الدينية له والطقوس المرتبطة به من عصر الدولة القديمة وحتى العصر المتأخر، بالإضافة إلي عرض مجموعة متنوعة من التوابيت المزينة بشكل متقن، وأواني حفظ الأحشاء وتمائم الحماية، وآلهة التحنيط والجبانة، وتماثيل المعبودات، واللوحات الجنائزية، كما يضم المتحف قاعة للمؤتمرات تسع لنحو ٢٠٠ فرد مزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية وقاعة للتربية المتحفية والتنمية الثقافية وأخري للعرض السينمائي وكافيتريا.

أهم المعروضات

ونستعرض معكم، أهم القطع المعروضة بمتحف التحنيط، والتي يأتي من بينها مومياء الكاهن ماسحرتي وهو ابن الملك "با- نجم" الأول من الأسرة 21، وكان يعمل كبير لكهنة آمون بطيبة وقائدًا للجيش، وهي من أهم القطع الأثرية بالمتحف كونها المومياء البشرية الوحيدة به، وعمود الـ "جد" رمز الثبات والاستمرار والذي كان يشار به أحيانًا إلى العمود الفقري للمعبود "أوزيريس"، بالإضافة إلي رمز الحياة "العنخ"، وأغطية مومياء وتابوت للكاهن "بادي أمون الخامس" من الأسرة 21 من الدير البحري، وتمثالان من الخشب للمعبودتين إيزيس ونفتيس اللتان تعتبران من أهم الربات الحاميات للمتوفى، وصناديق خشبية لحفظ تماثيل الأوشابتي (التماثيل المجيبة) التي كانت تتواجد بأعداد كبيرة داخل المقبرة مع المتوفى.

كما تضم المعروضات الموجودة بالمتحف، "سرير التحنيط"، والذي عُثر عليه محطمًا لعدة أجزاء في المقبرة رقم 63 بوادي الملوك، بالإضافة إلي عرض العديد من المواد والأدوات التي استخدمها المصري القديم في عملية التحنيط مثل "الإزميل والمطرقة"، المخصص لتفتيت المخ، وهو عبارة عن "الإسبتيولة" والملعقة للتنظيف الداخلي، والسنارة المحماة والمعقوفة، المخصصة في سحب المخ من خلال فتحة الأنف، والموسى والمخصص لعمل فتحة الجانب الأيسر من البطن، والمقص، الملقاط، المشرط الذي يتم استخدامه في عملية فصل واستئصال الأحشاءـ والفرشاة المخصصة لتنظيف الجاف الداخلي، والمخرازة لعملية ترميم العظام عند الضرورة، وأخيرًا الإبرة التي قاموا باستخدامها في عملية خياطة البطن، ومن بين تلك المواد أيضا ملح النطرون، ونشارة الخشب، والذي كان يستخدم كحشو مؤقت في التجويف الصدري والبطني، وأيضًا بقايا دهون معطرة، وبقايا مواد راتنجية على لفائف كتانية، كما يضم المتحف مناظر تحاكى برديتى "حونيفر" و"آني"، واللتان يرجع تاريخهما إلى أكثر من 3300 سنة مضت، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأواني الكانوبية والتي كانت تستخدم لحفظ الأحشاء الداخلية للمتوفى، وتتخذ شكل أبناء حورس الأربعة وهم "إمست" و"حابي" و"دواموتف" و"قبح سنوف".

ولم يكتف المصري القديم بتحنيط البشر فقط، بل وصل إلي حد تحنيط العديد من الحيوانات والطيور المقدسة، والتي يعرض المتحف عدد منها، كطائر أبى منجل، ومومياء لقرد في الناووس، وكلاهما رمز للمعبود "تحوت" إله المعرفة والحكمة، حيث كانت لهما جبانات خاصة في سقارة وتونا الجبل بمحافظة المنيا، ومومياء سمكة قشر بياض وجدت في إسنا مركز عبادتها، ومومياء لإحدى القطط، حيث كان يرمز بها في مصر القديمة بـ"باستت" في تل بسطة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بالإضافة إلي كبش محنط مغطى بقناع مذهب، ومومياء التمساح المحنط حديث الولادة، والذي تم جلبه من معبد "سوبك" بمدينة "كوم أمبو".

من جانبها، ذكرت إيمان محمود نائب مدير متحف التحنيط، أنه تم افتتاح المتحف، يوم 7 مايو عام 1997م، بهدف رصد قصة تجهيز الجسد ما بعد الموت، استعدادًا للحياة الأبدية، حيث يقدم المتحف من خلال مقتنياته الفريدة تعريفًا شاملًا بعملية التحنيط بأكملها من خلال شرح الأهمية الدينية للتحنيط والطقوس المرتبطة به من عصر الدولة القديمة وحتى العصر المتأخر.

وأوضحت إيمان محمود، أن مساحة متحف التحنيط تبلغ نصف فدان أو ما يقرب من 2035 متر مربع، ويضم المتحف قاعة عرض واحدة يُعرض فيها عدد من القطع الأثرية التي تعطي تعريفًا شاملًا بعملية التحنيط بأكملها من خلال شرح الأهمية الدينية للتحنيط والطقوس المرتبطة به من عصر الدولة القديمة وحتى العصر المتأخر، وعرض العديد من الأدوات المستخدمة، ومجموعة من الأواني الكانوبية، والتوابيت المزينة بشكل متقن، وتمائم، وتماثيل المعبودات، واللوحات الجنائزية.

وأضافت، أن المتحف ينظم عددًا من الجولات الإرشادية المجانية لزائريه من المصريين تتضمن شرحا تفصيليا عن مقتنيات المتحف وتعريفهم بتاريخ إنشاءه، ما يأتي في إطار دور المتحف كمؤسسة ثقافية تعليمية فنية، لرفع الوعي السياحي والأثري لدى المواطنين، كما ينظم ندوات وورش عمل مجانية لزوار المتحف ضمن تذكرة الدخول عن تاريخ إنشاء المتحف ومقتنياته المتميزة، ما يحتويه من قطع أثرية وسيناريو العرض المتحفي والذي يستعرض عملية التحنيط في مصر القديمة من خلال  مجموعة فريدة من الأدوات المستخدمة بها، في حين تشمل ورش العمل تنفيذ نماذج أثرية تحاكي عملية التحنيط في مصر القديمة وأدوات التحنيط والتوابيت والمعبودات في العالم الآخر.

وأشارت إيمان، إلى أن أسعار تذاكر الزيارة للمتحف 20 جنيهًا للمصريين، و5 جنيهات للطالب المصري، أما الزائر الأجنبي: 220 جنيهًا، وللطالب الأجنبي: 110 جنيها، ويتضمن مواعيد الزيارة: المواعيد الصباحية من 9 صباحا إلى 2 مساء المواعيد المسائية من 5 مساءا إلى 9 مساء.

 

575
575
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (1)
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (1)
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (2)
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (2)
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (3)
أحد التوابيت المستخدمة للتحنيط في المتحف (3)
جولات متحف التحنيط (1)
جولات متحف التحنيط (1)
جولات متحف التحنيط (2)
جولات متحف التحنيط (2)
جولات متحف التحنيط (3)
جولات متحف التحنيط (3)
جولات متحف التحنيط (4)
جولات متحف التحنيط (4)
جولات متحف التحنيط (5)
جولات متحف التحنيط (5)
جولات متحف التحنيط (6)
جولات متحف التحنيط (6)
جولات متحف التحنيط (7)
جولات متحف التحنيط (7)
جولات متحف التحنيط (8)
جولات متحف التحنيط (8)
جولات متحف التحنيط (9)
جولات متحف التحنيط (9)
متحف التحنيط (1)
متحف التحنيط (1)
متحف التحنيط (1)
متحف التحنيط (1)
متحف التحنيط (2)
متحف التحنيط (2)
متحف التحنيط (3)
متحف التحنيط (3)
متحف التحنيط (4)
متحف التحنيط (4)
متحف التحنيط (5)
متحف التحنيط (5)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق