تمر هذه الأيام ذكرى ميلاد ورحيل أمير الشعراء أحمد شوقي، والتي يحتضنها شهر أكتوبر من كل عام، لقب ب ”أمير الشعراء "، ويعد واحدًا من أبرز الشعراء في تاريخ الأدب العربي، وكان له تأثير كبير في الشعر العربي الحديث، ورغم مكانته الأدبية المرموقة، شهدت حياته منعطفًا كبيرًا عندما تم نفيه من مصر.
التوترات السياسية في عصره
ولد أحمد شوقي في فترة كانت تمر فيها مصر بتغيرات سياسية كبيرة، فقد كانت البلاد تحت حكم الاحتلال البريطاني، وكان هناك مناخ من القمع السياسي والصراعات الداخلية بين الحركات الوطنية وحكومة الاحتلال، في هذا السياق، كان شوقي قد انخرط في العديد من القضايا السياسية، وبدأ في استخدام شعره كوسيلة للتعبير عن القضايا الوطنية.
كان معروفًا بتأييده للحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني، لكن شعره لم يكن خاليًا من الثناء على السلطان العثماني والحكومة التركية، وهو ما أثار شكوك السلطات البريطانية، كما أن صلاته ببعض الشخصيات الوطنية التي كانت تطالب بالاستقلال كانت سببًا في إثارة غضب الاحتلال.
موقف شوقي من الاحتلال البريطاني
من أبرز الأسباب التي قد تكون وراء نفيه هو موقفه القوي من الاحتلال البريطاني، فبينما كانت مصر تحت السيطرة البريطانية، كان شوقي يروج في أشعاره لمفاهيم وطنية تدعو إلى الحرية والاستقلال، وكانت قصائده تعبر عن رفضه للوجود الاستعماري في البلاد، وكتب عدة قصائد تحث على النضال ضد المحتلين وتؤيد الثورة المصرية ضد الاستعمار.
نشاطه السياسي وأثره في الرأي العام
كان شوقي معروفًا بنشاطه السياسي واهتمامه بالمشاكل الاجتماعية، في الفترة التي تلت ثورة 1919، بدأ شوقي يتعاون مع بعض الشخصيات الوطنية التي كانت تطالب بالاستقلال التام لمصر.
وقد اشار الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي إلى أنه "لم يكن شعره فيها مجرد تقرير أو تحريض أو خطابة، وإنما كانت هذه الثورة بالنسبة له نهضة كبرى شاملة، وكان شعره فيها رؤية لهذه النهضة واقتناعا بها وتمثلا لها وانخراطا فيها.
وتابع حجازي: “كانت الثورة بالنسبة له تعبيرا صريحا عن ميلاد الأمة المصرية التى لم تعد رعية لمحتل أجنبى أو لجبار مغامر، كما كان حالها طوال العصور التى سبقت الثورة، وإنما تخلصت من هذا المرض المزمن واستردت وعيها بنفسها واعتزازها بسيادتها وإيمانها بحقها المقدس فى أن تختار طريقها وأن تكون مصدر كل السلطات التى تنظم حياتها”.
نفيه إلى إسبانيا
نتيجة لنشاطه السياسي والأدبي الذي كان في صف الحركات الوطنية، قررت السلطات البريطانية في عام 1915 نفيه إلى إسبانيا، كان هذا القرار بمثابة رد فعل على التحركات السياسية التي كانت تثير القلق لدى الاحتلال البريطاني.
واعتبرت السلطات أن وجود شوقي في مصر يشكل تهديدًا لاستقرار الحكم البريطاني، خاصة بعد أن أبدى تأييده لبعض الشخصيات الوطنية التي كانت تروج للاستقلال.
كان ميلاده الشعري الثاني في سنوات المنفى، وأنشد أجمل أشعاره الوطنية، ومن أشهرها قوله في الحنين لمصر ونيلها: يا ساكني مصر إنا لا نزال على عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينـا.
0 تعليق