قام الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، الدكتورالقس جيري بيلاي بزيارة رعوية وتضامنية إلى ميانمار، هي الأولى من نوعها لأمين عام المجلس منذ عام 2003، بمشاركة الدكتور ماثيو جورج شوناكارا، الأمين العام لمؤتمر الكنائس الآسيوية، وعدد من القادة المسكونيين، بدعوة من مجلس كنائس ميانمار.
لقاءات مع قادة الكنائس والمؤسسات الدينية
خلال الزيارة، عقد بيلاي سلسلة من الاجتماعات مع قيادات الكنائس الأعضاء في المجلس، من بينها كنيسة إقليم ميانمار الأنجليكانية، والكنيسة الميثودية لاتحاد ميانمار (المنطقة الجنوبية)، واتحاد الكنيسة المعمدانية في ميانمار، ومجلس كنائس ميانمار، ومعهد ميانمار اللاهوتي، ومدرسة ماري تشابمان للصم.
واستعرض ممثلو الكنائس والمؤسسات خلال اللقاءات محطات تاريخية بارزة في مسيرتهم الإرسالية والخدمية، مشيرين إلى دورهم الحيوي في التنمية الاجتماعية وخدمة المحتاجين وتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاعات، كما تحدثوا عن المخاطر اليومية التي يواجهها العاملون في المناطق الريفية وسط أعمال العنف والاضطرابات المستمرة.
رسالة تضامن وأمل من الكنيسة العالمية
وفي كلمته أمام القادة المجتمعين بمقر اتحاد الكنيسة المعمدانية في ميانمار، وهي أكبر كنيسة عضو في مجلس الكنائس العالمي داخل البلاد وتضم أكثر من مليوني عضو، أكد بيلاي تضامن الكنيسة العالمية والحركة المسكونية مع الكنائس والشعب في ميانمار.
وقال: "كمؤمنين بالمسيح، نحن مدعوون لأن نحيا بالإيمان والرجاء حتى وسط اليأس، لأن الرجاء هو الذي يمنحنا القوة على الصمود."
حوارات حول السلام والعدالة والوحدة
وفي اجتماع آخر عُقد في المركز المسكوني لميانمار، بمشاركة ممثلين عن 13 كنيسة عضو و18 منظمة ومؤسسة مسكونية، تناولت النقاشات قضايا السلام والمصالحة والوحدة المنظورة والعدالة المناخية وتطوير القيادات الكنسية.
وخلال الحوار، شدّد بيلاي على أن الوحدة والعدالة تسيران جنبًا إلى جنب، مضيفًا: "إن عدالة الشعوب التي حُرمت من قدسية الحياة ومن الفرص لن تُحجب إلى الأبد عن عيني الله."
موعظة حول الرجاء وسط الألم
وفي عظته التي ألقاها في الكنيسة الميثودية الإنجليزية تحدث بيلاي عن موضوع: "المسيح، بوصلة رجائنا الروحي."
وأشار إلى أن المجتمعات في ميانمار تعيش حالة من الخوف والضبابية تجاه الحاضر والمستقبل، متسائلًا: "أحيانًا نشعر وكأن يسوع نائم وسط العواصف، بينما يبدو أن القادة السياسيين يدعمون الحرب والعنف."
وتابع متأملًا: "من السهل أن نتساءل: أين الله حين ينام آلاف الناس جوعى كل ليلة؟ أين الله حين يُحرم الناس من المساعدات الإنسانية؟"
لكنه أكد في ختام عظته أن يسوع حاضر دائمًا معنا، قائلًا: "رغم المعاناة والمآسي وحتى الموت، نؤمن بشكر بعطية الحياة التي وهبها الله لنا، ونعمل بلا كلل لحمايتها ودعمها وتنميتها، فغلبة المسيح على الموت وحضوره المستمر بيننا، حاملًا رحمة الله، هي أساس الرجاء الذي نتمسك به ونقدمه للعالم."
زيارة تاريخية تحمل رسالة رجاء وسلام
تُعد زيارة الدكتور القس جيري بيلاي إلى ميانمار حدثًا تاريخيًا، إذ تمثل أول زيارة لأمين عام مجلس الكنائس العالمي إلى الكنائس الأعضاء في البلاد منذ أكثر من عقدين، ضمن مهمة رعوية ومسكونية للتضامن مع الكنائس التي تواصل رسالتها الإيمانية والإنسانية رغم الظروف الصعبة.
0 تعليق