كالعادة، تسطر مصر انتصارات جديدة يراها القاصي والداني خصوصًا في وقتنا الحالي، تأتى تحركات القاهرة في وقت هو الأكثر حساسية وصعوبة في التاريخ المعاصر الذي تشهده المنطقة بأسرها وهو ما يؤكد بقوة أن مفتاح الحل في المحروسة.
على مدار أكثر من عامين واجهت القاهرة ضغوطًا لا يمكن لأي دولة من أشقائها أو جيرانها تحملها سواء على مستوى أمنها القومي بأبعاده الاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية خاصةً ما عاناه المواطن المصري من ضغوط نفسية ناءت الجبال على تحملها ؛ أو على حساب التشهير والادعاءات التي افتقدت المروءة والشرف من بعض الدول أو الجماعات الإرهابية وأذنابهم في الخارج؛ فى ظل قوة إيمان المصريين بما تقوم به القيادة السياسية من جهود مضنية وتحركات عملية دون ثرثرة للتوصل للتهدئة وحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية والعقلانية إذ تجرعت الدولة المصرية قيادةً وشعبًا مرارة الصبر على الالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والضغط بالقوة على تمرير مخطط التهجير لأرض سيناء الغالية.
تحملت مصر على مدار العامين الماضيين، وكأنها عقود راكدة لا تمر، كل التبعات ووضعت كل السيناريوهات لمواجهة الأزمة والخطر المحدق بالبلاد على امتداد المفاوضات واستمرار تغطرس الكيان الصهيوني وعدوانه على الأبرياء. وضغطت القاهرة بشدة لدخول المساعدات الإنسانية لمواجهة حرب التجويع والإبادة الإسرائيلية الممنهجة وفقا لتقارير دولية.
تواصلت ضغوط القاهرة والتأكيد على أن المساس بالسيادة المصرية والتراب الوطني هو بمثابة دخول المنطقة وربما العالم في دائرة صراع لن تنتهي وأن من سيشعل فتيل الحرب هو المسئول عن إطفائها ولن يستطيع، رغم محاولات جر القاهرة لصراع باء بالفشل مع استمرار سياسة النفس الطويل الذي لم يعد طويلا للمعتدين.
الدولة المصرية كانت المهندس والمايسترو في التوصل لقرار وقف إطلاق النار ووقف الحرب على قطاع غزة وإفشال كافة المخططات الخاصة بتهجير الفلسطينين لسيناء المحروسة والمحفوظة من الله القدير المقتدر، واستضافت الأطراف المتنازعة والوسطاء من قطر والولايات المتحدة الأمريكية بأرض السلام مدينة شرم الشيخ المصرية ولعل اختيار ذلك المكان في سيناء له الكثير من الدلالات أبرزها أن من يدخل سيناء شمالا أو جنوبا هو بموافقة مصر وبرغبتها كضيف فقط لا مقيم ولا صاحب متاع فالتراب المصري له حرمة كحرمة الوداي المقدس طوى والبيت الحرام.
نقل وكالات الانباء لذلك الحدث وعرضه عالميًا وإقليميًا وأيضًا محليًا كان له عظيم الأثر في إثلاج صدور المصريين والرد عمليا علي كل من تجرأ على مصر قيادة وشعبا.
إن مصر يا سادة هي من تحرك قطع الشطرنج وتفرض الإرادة والسيادة والحقائق والتاريخ أيضًا، رغم محاولات بعض الفئات الحاقدة على دورها وتاريخها وعروبتها وشرفها.
بعد القول الأخير لجموع المصريين، لعل كافة الشواهد أثبتت مخططات أهل الشر وباتت واضحة أمام الجميع حتى وإن كانت بتزييف الحقائق وشق وحدة الصفوف والضرب فى ثوابت لا تحتمل التشكيك.. فحافظوا على ثقتكم في قيادتكم التى تحملت الكثير من أجل الحفاظ على رفعة وسلامة هذا الوطن الغالي.. استقيموا يرحمكم الله.
0 تعليق