وبحسب الموقع، "تم تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) في عام 2004، الذي أسس حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) للعمل في المناطق الكردية في إيران. وقام قام حزب الحياة الحرة الكردستاني بتطوير جهاز عسكري منضبط، وإطار سياسي يتماشى مع عقيدة مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المتمثلة في "الكونفدرالية الديمقراطية". لكن في الواقع، تظل هوية حزب الحياة الحرة الكردستاني أكثر عسكرة من غيره من فروع حزب العمال الكردستاني أو المنشقين عنه، مع قدرة محدودة على التغلغل السياسي خارج قاعدته الاجتماعية المباشرة".
وتابع الموقع، "أثر عاملان على توجه حزب الحياة الحرة الكردستاني الحالي. تمثلت نقطة التحول الرئيسية الأولى في عملية السلام ونزع السلاح بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، فمع اتجاه أنقرة وأوجلان نحو خفض التصعيد، بدأت هياكل حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا بالانكماش، لكن حزب الحياة الحرة الكردستاني لم يحذو حذوهما. ولم تكن النتيجة تجديداً أيديولوجياً، بل إعادة توزيع استراتيجية. لقد استوعب الحزب تدريجياً المقاتلين والبنية التحتية والعمق اللوجستي، لا سيما في شمال شرق العراق. وازدادت القوة المادية، لكن النفوذ السياسي لم يزد. وعزز هذا الإرث قدرة حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) على البقاء، مع ترسيخ اعتماده على منطق القيادة في مقر حزب العمال الكردستاني الجبلي في قنديل. ولم تُفلح التغييرات القيادية في تغيير العقيدة أو مستوى تقبّل المخاطر، ولم يحدث أي تحوّل نحو بناء تحالفات مع جهات معارضة غير كردية. وكان النمط الذي تلى ذلك هو نمط التوطيد لا التوسع، منظمةٌ أكثر قدرةً على تحمّل الضغوط من استغلال الفرص".
وأضاف الموقع، "جاء الاختبار الثاني خلال المواجهة العسكرية القصيرة ولكن الشديدة بين إيران وإسرائيل في حزيران 2025. توقع العديد من المراقبين الخارجيين أن تؤدي نقاط الضعف الداخلية في إيران إلى ضغط منسق من جهات خارجية مثل حزب الحياة الحرة الكردستاني، لكن هذا التصعيد لم يحدث. فبينما وقعت اشتباكات متفرقة، تجنب حزب الحياة الحرة الكردستاني أي تحركات من شأنها فتح جبهة واسعة أو زعزعة حسابات طهران الأمنية، وحتى في أوقات التوتر الشديد، ظل الحزب يعمل ضمن حدود ضيقة. وفي الواقع، لم يكن هذا التقييد مصادفة، فيفتقر حزب الحياة الحرة الكردستاني إلى البنية التحتية السياسية الحضرية، والتحالفات العابرة للأعراق، وانشقاقات النخب اللازمة للعمل كمحفز للمعارضة الوطنية. ويضمن نموذجه العسكري القائم على الكوادر الانضباط والصمود، ولكنه يفرض في الوقت نفسه قيوداً على النمو، ويبدو أن المؤسسات الأمنية الإيرانية تدرك هذا التوازن. فبدلاً من السعي إلى القضاء التام على حزب الحياة الحرة الكردستاني، ركزت طهران على احتواء الحزب ومنع اندماجه مع حركات الاحتجاج الأوسع".
وبحسب الموقع، "كثيراً ما أساءت التحليلات الغربية فهم هذه الديناميكية، فكثيراً ما تعاملت مع حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) كبديلٍ لتعبئة كردية إيرانية أوسع أو كطريق مختصر لتعزيز نفوذ المعارضة. في الواقع، يكشف الاعتماد المفرط على حزب الحياة الحرة الكردستاني عن تشرذم المشهد المعارض في إيران، فقد انهارت محاولات قصيرة الأجل لتوحيد الأكراد خلال الأزمات مراراً وتكراراً، كاشفةً عن تناقضات أيديولوجية وتنظيمية، ولم تترجم النزعة العسكرية بدون اندماج سياسي إلى نفوذ".
وتابع الموقع، "لا يُعد حزب الحياة الحرة الكردستاني اليوم هامشياً ولا حاسماً، إنما يكمن بقاؤه في انضباطه، ورسوخه الجغرافي، وفائدته لجهات فاعلة متعددة، لا في قدرته على إحداث تغيير جذري. وطالما بقي الحزب معزولاً هيكلياً وذات توجه عسكري، فلن يبلغ قطّ مستوى فاعلية وحدات الدفاع الشعبي التابعة لمجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا. وبينما يواصل بعض المسؤولين الأجانب البحث عن شركاء إقليميين أو عرقيين في إيران، يُظهر حزب الحياة الحرة الكردستاني باستمرار عدم استعداده لتولي هذا الدور".






0 تعليق