في واحدة من أكثر الحكايات الإنسانية التي قدّمها الفنان الكبير محمد صبحي خلال مسيرته، عاد ليحكي تفاصيل أول قصة حب عاشها في طفولته، وهي القصة التي بدأت ببراءة شديدة بينه وبين “بنت الجيران”، وانتهت بكارثة طريفة لا تُنسى.
قصة حب محمد صبحي وبنت الجيران
روى محمد صبحي في لقاء سابق رصده موقع تحيا مصر أنه كان يتابع الفتاة كل يوم من شرفته، يراقبها بخجل شديد، بينما كانت هي تبادله الإشارات وتبتسم له من بعيد، في علاقة طفولية بسيطة تعتمد على نظرة من هنا وإشارة من هناك، لكنها بالنسبة له كانت قصة حب حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ،ويقول صبحي إنه كان يقف خلف الشيش يخفي نفسه، ويرفع يده ليحيّيها، بينما كانت هي ترد التحية بخجل واضح، ما جعله يعيش حالة من السعادة الخفية التي لا يجرؤ على الحديث عنها لأحد.
لكن هذه الحالة الهادئة لم تستمر طويلاً، إذ دخل “الولد بتاع العيش” على الخط فجأة، ليحوّل المنافسة من صراع صامت إلى معركة غير متكافئة. ففي أحد الأيام، كان الشارع محفوراً بعمق أربعة أمتار من أجل تمديد المواسير، وكانت هناك خشبة عريضة توضع فوق الحفرة ليعبر الناس من خلالها.
إصابة محمد صبحي إصابات بالغة بسبب بنت الجيران
مرّ الولد بدراجته وهو يحمل قفص العيش، وتمكن بسهولة من عبور الحفرة دون أن يهتز، وهو ما أثار إعجاب بنت الجيران التي بدأت تصفق له من الشرفة، في لحظة وصفها صبحي بأنها “طعنة في القلب”، لأنها جعلته يشعر بالعجز والغيرة في الوقت نفسه، عندها قرر أن يثبت نفسه أمامها، وأن يصبح هو الآخر بطلاً يمكنه تجاوز الحفرة بجرأة مماثلة.
لم يفكّر كثيراً؛ هرع إلى الأسفل واستأجر دراجة من أحد أبناء الحي، وهو يدعو الله ألا تفوّت الفتاة هذا المشهد وأن تشاهده وهو يعبر الحفرة مثل الفارس. يقول صبحي إنه كان يعلم أنه خجول ولا يجيد هذه المغامرات، لكن الغيرة كانت أقوى من كل تردده. ما إن صعد على الدراجة وحاول العبور حتى اختل توازنه بشكل مفاجئ، ليسقط سقوطاً مدوياً داخل الحفرة بعمق أربعة أمتار.
نهاية قصة محمد صبحي وبنت الجيران
اصطدم بالأرض وبجانبي الحفرة، فامتلأ وجهه بالخدوش والجروح، بينما تحطمت الدراجة تماماً فوقه. في تلك اللحظة لم يكن يفكر في الألم، بل في شيء واحد فقط: كيف يتمنى أن تختفي الفتاة من الشرفة كي لا ترى هذا المنظر المخزي، قال ضاحكاً إنه كان يدعو “يا رب تاخدها” من شدة الإحراج، لأن كل ما كان يخشاه هو أن يرى على وجهها نظرة الشفقة أو السخرية.
رفع رأسه بصعوبة ليكتشف أنها لا تزال في الشرفة، تنظر إليه بذهول تام، وكأنها لا تصدق ما حدث. وهنا اكتملت الكارثة حين ظهر صاحب الدراجة التي استأجرها، ونزل إلى الحفرة غاضباً، ليصفعه عقاباً على تكسير الدراجة، في مشهد وصفه صبحي بأنه كان أسوأ من السقوط نفسه، وبعد أن خرج من الحفرة مكسوراً من الداخل والخارج، شعر بأن هذه القصة انتهت بالنسبة له، وأنه لم يعد يريد رؤية الفتاة أو التحدث إليها، بل فقد أي إحساس تجاهها بعدما تحوّلت الرومانسية إلى فضيحة صغيرة في الشارع.













0 تعليق