كشفت تسريبات لمكالمة هاتفية جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، عن مخاوف فرنسية–أوروبية من احتمال تغيّر الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا خلال مفاوضات السلام المقترحة بشأن الأراضي المتنازع عليها.
المكالمة، التي شارك فيها المستشار الألماني فريدريش ميرتز ومسؤولون بارزون من الاتحاد الأوروبي، ركزت على الخطة الأمريكية الجديدة للسلام والضمانات الأمنية المطروحة كييف، لكنها حملت بين سطورها توتراً واضحاً وانعدام ثقة بين الأوروبيين ومبعوثي الإدارة الأمريكية، رغم الإشادات العلنية بالخطة.
تحذيرات فرنسية من "مخاطر" على زيلينسكي
وخلال المكالمة، أشار ماكرون إلى ما وصفه بـ الخطر الكبير الذي قد يتعرض له الرئيس الأوكراني في حال قبول ترتيبات غير متوازنة، داعياً إلى الحذر في التعامل مع مقترحات المبعوثين الأمريكيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر.
وشدد الحاضرون، ومن بينهم الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، على ضرورة ضمان حماية أوكرانيا ورئيسها من أي تصعيد أو ضغوط غير متوقعة.
خطة سلام معدّلة تزيد من الشكوك
وشارك في المناقشات أيضاً قادة من بولندا وإيطاليا والمفوضية الأوروبية، حيث تم استعراض نسخة محدثة من خطة السلام تضم 19 بنداً، بدلاً من النسخة الأمريكية الأولية التي شملت 28 نقطة.
ورغم أن التسريب أثار موجة ردود، فإن قصر الإليزيه نفى استخدام ماكرون كلمة خيانة، مؤكداً أن تسريب مضامين المحادثة قد يضر بالمسار الدبلوماسي القائم.
خلفية عن الحرب الأوكرانية – الروسية
اندلعت الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير 2022 مع بدء الهجوم الروسي الواسع على الأراضي الأوكرانية، ليتحول الصراع سريعاً إلى أكبر مواجهة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
الدعم الغربي، خصوصاً الأمريكي والأوروبي، لعب دوراً محورياً في منع انهيار الدفاعات الأوكرانية عبر تزويد كييف بالأسلحة المتقدمة والتمويل، في الوقت الذي تمكنت فيه روسيا من تعزيز سيطرتها على أجزاء من الشرق والجنوب.
ورغم جولات متفرقة من المفاوضات، ظل الطرفان متباعدين بشأن الحدود، مستقبل دونباس، ووضع القرم.
محاولات ترامب المعلنة لإنهاء الحرب
منذ خروجه من البيت الأبيض، ومع اقتراب عودته إلى المشهد السياسي الأمريكي، أعلن دونالد ترامب مراراً أنه قادر على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة – على حدّ تعبيره – عبر الضغط على موسكو وكييف للوصول إلى اتفاق، وهو تصريح أثار جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وأوروبا.
ويرى مراقبون أن مواقف ترامب الأكثر تحفظاً تجاه المساعدات العسكرية لأوكرانيا تثير مخاوف أوروبية من احتمال أن تنتهج واشنطن، في حال تغيّر الإدارة، توجهاً أقل التزاماً تجاه كييف، وهو ما يفسّر جانباً من القلق الذي ظهر في المكالمة المسربة.
















0 تعليق