دار الإفتاء تحسم الجدل: البشعة ممارسة محرمة ومهينة للإنسان

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت دار الإفتاء المصرية فى بيان حاسم أن ما يُعرف بـ«البِشْعَة» – وهى ممارسة بدائية تزعم كشف البراءة أو الإدانة من خلال إجبار المتَّهَم على لَعْق قطعة نحاسية مُحمّاة حتى الاحمرار – لا تمت بصلة إلى الشريعة الإسلامية، ولا توجد لها أى جذور معتبرة فى الفقه أو القضاء الشرعى، مشددة على أن الإسلام لا يقبل وسائل تعتمد على التخمين أو الإيذاء أو الإذلال لإثبات الحقوق أو نفى التهم، خاصة وأن الشرع وضع قواعد راسخة تحفظ الكرامة الإنسانية، وفى مقدمتها قاعدة النبى ﷺ: «البَيِّنة على من ادّعى واليمين على من أنكر»، وهى القاعدة التى تقوم عليها الأنظمة القضائية العادلة دون تعريض البشر للتعذيب أو الابتزاز النفسى.

 

البشعة… ممارسة محرمة ومناقِضة لمقاصد الشريعة

وأوضحت الدار أن البشعة محرّمة شرعًا لأنها تقوم على الإضرار الجسدى والنفسى، وتُهدر كرامة الإنسان التى جاءت الشريعة لحمايتها، معتبرة أن كل ممارسة تتضمن الامتهان أو الإيذاء أو التعذيب تُعد خروجًا صارخًا عن المقاصد الكلية للإسلام التى تهدف إلى صيانة النفس وحفظ الكرامة وبناء مجتمع قائم على الرحمة والعدل.

وأكدت أن ما يروَّج لمثل هذه الوسائل بزعم أنها تساعد فى كشف الحقيقة أو إثبات البراءة ليس إلا موروثات باطلة لا أساس لها فى الشرع ولا يقبلها العقل السليم، محذرة من الانسياق وراء عادات قديمة تجرد الإنسان من قيمته وتضعه تحت رحمة أوهام لا تقيم حقًا ولا تدرأ ظلمًا.

تعزيز الوعى وحماية المجتمع من العادات الضارة

وشددت دار الإفتاء على أن دورها الشرعى والوطنى يحتم عليها التصدى لمثل هذه الظواهر التى تمس الإنسان فى صميم كرامته، مؤكدة أن حماية النفس من الضرر ليست مجرد واجب دينى، بل هى مسؤولية مجتمعية تسهم فى ترسيخ ثقافة الوعى والرحمة والثقة فى مؤسسات الدولة وعدالة القانون، وأن نشر الوعى بخطورة «البشعة» هو خطوة ضرورية لصيانة مفهوم العدالة الحقيقية التى لا تستند إلى تعذيب أو مهانة، بل تعتمد على الأدلة الشرعية والقانونية المعتبرة.

 

دعوة إلى الاحتكام للشرع والقانون… وصون كرامة الإنسان

واختتمت الدار بيانها بدعوة تُعيد التأكيد على أن الاحتكام إلى الشريعة والقانون هو السبيل الأمثل لحفظ الحقوق واستقرار المجتمع، وأن عدل الإسلام أوسع وأنقى من أن يُختزل فى عادات لا تمت للشرع بصلة، داعية الجميع إلى احترام الكرامة الإنسانية والابتعاد عن كل ممارسة تُعرض الإنسان للظلم أو الإيذاء أو التشويه المعنوى والجسدى، مع التضرع إلى الله أن يرزق المجتمع بصيرة تحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم، وأن يجعل الرفق والعدل نهجًا يعم السلام والأمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق