عفو رئاسي مفاجئ ينهي محاكمة كويلار وزوجته
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 3 ديسمبر 2025، إصدار عفو كامل وغير مشروط للنائب الديمقراطي عن ولاية تكساس هنري كويلار وزوجته إيميلدا — اللذين كانا يواجهان اتهامات جنائية تتعلق بـ “الرشوة والتآمر وغسل أموال”.
القرار جاء رغم أن لائحة الاتهام حددت أن الزوجين تلقيا ما يقارب 600 ألف دولار من جهتين: شركة نفط وغاز مملوكة لحكومة أذربيجان، وبنك مقره مدينة مكسيكو — مقابل مزايا سياسية وتأثير محتمل في قرارات رسمية داخل الحكومة الأمريكية.
اتهامات خطيرة.. وعلاقة بالسياسة الخارجية والمهاجرين
كانت التهم الموجهة إلى كويلار وزوجته تشمل الرشوة، التآمر، غسل أموال، والعمل كعملاء لحكومة أجنبية — حيث زعم المدعون الفيدراليون أن كويلار استخدم موقعه في الكونغرس لصالح مصالح تلك الجهات الأجنبية مقابل المال.
كما أن كويلار — رغم انتمائه للحزب الديمقراطي — عُرف بمواقفه المحافظة، خصوصاً في ملف الهجرة، وانتقاده لسياسات الحدود التي تبناها الرئيس جو بايدن، ما دفع بعض المراقبين إلى ربط الاتهامات بتصعيد سياسي ضده.
ردة فعل كويلار واتهام ترامب لنظام العدالة بالتسييس
في إعلان العفو عبر منصة “تروث سوشيال”، اتّهم ترامب إدارة بايدن بأنها "سخّرت" نظام العدالة لتوجيه الاتهامات ضد معارضين سياسيين، وقال إن كويلار وزوجته تعرضا للمحاكمة لمجرد معارضتهما لسياسات الحدود.
من جانبه، شكر هنري كويلار ترامب على العفو، وقال إنه يمنحه “صفحة جديدة” للاستمرار في عمله، مؤكدًا أن العفو أزال “السحابة القانونية” التي طالته وزوجته، وأنه سيواصل العمل لخدمة منطقته في ولاية تكساس.
دلالات سياسية… وأزمة أمام الجمهوريين
الخطوة جاءت مفاجئة، حتى لبعض الجمهوريين في مجلس النواب، الذين قالوا إنهم لم يُبلَّغوا مسبقًا بالعفو.
ويرى محللون أن العفو يعكس استراتيجياً رغبة من ترامب في إعادة تشكيل التحالفات السياسية، خصوصًا مع نواب من الصف الديمقراطي المحافظ — ما قد يزيد من تعقيد خارطة 2026 الانتخابية.
عفو يثير الأسئلة — بين العدالة والانتقام السياسي
العفو عن هنري كويلار وزوجته لا يمثل فقط نهاية مواجهة قانونية كبرى، بل فتح باب نقاش واسع حول ما إذا كانت الاتهامات الأصلية سياسية بالأساس أم مرتبطة بفعل فساد حقيقي. القرار يعكس رؤية ترامب لفكرة “العدالة بالانتخاب” — حيث يُنظر إلى القضاء أحيانًا كأداة في صراعات حزبية.
في الوقت ذاته، ثمة من ينظر إلى العفو بوصفه إضعافًا للمساءلة في حالات فساد مزعومة، ما قد يؤثر على ثقة الجمهور في النظام القضائي الأمريكي.
بغض النظر عن التبرئة، تبقى الصورة واضحة: هنري كويلار خرج من هذا الملف “بصفحة جديدة”، لكن جدل العدالة والإنصاف في قضايا الفساد لا يزال مفتوحًا — على وقع تحولات سياسية جارية.














0 تعليق