وسط تقلبات الأسواق العالمية، يظل النفط محور الاهتمام، حيث تتقاطع سياسات الإنتاج مع ديناميكيات الاستهلاك العالمي، الأسعار تتأرجح بين التفاؤل والحذر، بينما تراقب الأسواق بدقة تحركات الصين والهند وعقوبات الولايات المتحدة على النفط الروسي.
أسعار النفط العالمي اليوم الأربعاء
شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا في تعاملات الأربعاء بعد يومين من الصعود، وسط توقعات متباينة حول انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتأثيره على الطلب، وهو ما يضع المستثمرين في موقف حذر.
وفي الوقت ذاته، تتجه أنظار الأسواق نحو الصين والهند، ثاني وثالث أكبر مستهلكين عالميًا، لمتابعة مدى التزامهما بالعقوبات الأميركية على النفط الروسي، وما إذا كانت ستؤثر على التدفقات التجارية واحتياطياتهما الإستراتيجية.
وفرة المعروض الناتجة عن زيادة إنتاج تحالف «أوبك+»
وبحسب محللي بنك «إيه إن زد»، يكمن التحدي الأكبر في مدى شراء الصين والهند للنفط الروسي، وهو ما قد ينعكس على الأسعار بشكل مؤقت، خصوصًا مع وفرة المعروض الناتجة عن زيادة إنتاج تحالف «أوبك+».
كما أشاروا إلى أن التوازن بين العرض والطلب في الربع الأول من العام المقبل سيعتمد على قرارات أوبك+ وسرعة تعافي الاقتصاد العالمي.
في السوق الفورية، سجل خام برنت نحو 64.9 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط عند 60.8 دولار، بعد تراجع طفيف عن مكاسب الأمس التي بلغت 1.1 دولار و0.91 دولار على التوالي، ويأتي ذلك وسط مخاوف من تخمة المعروض وتراجع الطلب خلال الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
بدأت العقوبات الأميركية على شركات النفط الروسية تظهر أثرها
ومع احتمال إنهاء الإغلاق، يتوقع محللون زيادة النشاط الاقتصادي، ما يعزز استهلاك النفط، خاصة مع موسم السفر المقبل، وفي المقابل، بدأت العقوبات الأميركية على شركات النفط الروسية تظهر أثرها، بينما تسعى شركات صينية للحصول على نفط غير روسي لتلبية احتياجاتها.
وتستمر الضغوط على السوق بسبب وفرة المعروض وارتفاع إنتاج الدول خارج تحالف «أوبك+»، بينما يترقب المستثمرون صدور تقارير منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية لمعرفة مؤشرات السوق القادمة.
ويستمر سوق النفط في حالة من الترقب الحذر، مع تأرجح الأسعار حول مستويات 65 دولارًا للبرميل، وسط مؤشرات متضاربة بين زيادة المعروض من إنتاج «أوبك+» والتوقعات بارتفاع الطلب بعد انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
وتظل الصين والهند في قلب المشهد، حيث تحدد حجم مشترياتهما للنفط الروسي مدى نجاح العقوبات الأميركية وتأثيرها على السوق العالمي، وبينما تظهر العقوبات بعض تأثيرها على شركات النفط الروسية، فإن الطلب المتزايد على الوقود، خاصة مع قرب موسم السفر والعطلات، يمنح السوق دفعة إيجابية محتملة.
وتبقى التوقعات متقلبة، إذ يعتمد استقرار الأسعار على توازن العرض والطلب وسرعة تعافي الاقتصاد العالمي، مع ترقب صدور التقارير الشهرية من منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية، يواصل المستثمرون مراقبة كل حركة في السوق عن كثب، وسط توقعات بأن يكون الربع الأول من العام المقبل حاسمًا في رسم مسار الأسعار عالميًا.















0 تعليق