تُشير دراسات حديثة في مجال صحة الجهاز الهضمي إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بسرطان القولون بين البالغين في العقد الثالث من العمر.
هذا الارتفاع يدق ناقوس الخطر، خصوصًا أن كثيرًا من الحالات تبدأ بمجموعة من العلامات الصامتة التي قد يخلط البعض بينها وبين اضطرابات هضمية عابرة، وتؤكد نتائج الأبحاث الحديثة أن تجاهل الأعراض الأولية قد يؤدي إلى تأخر التشخيص، ما يقلل من فعالية العلاج ويرفع نسب المضاعفات.
تشدد الدراسة على أهمية الانتباه لأي تغير مستمر في عادات الأمعاء، إذ يُعدّ ذلك من أكثر المؤشرات شيوعًا لسرطان القولون في المراحل المبكرة، فظهور إمساك مفاجئ أو نوبات إسهال غير مبررة لفترات طويلة قد يعكس وجود تغيّرات غير طبيعية في حركة الأمعاء.
وترجّح الأدلة أن هذه التغيّرات قد تنشأ نتيجة انسداد جزئي في القولون أو تسرب سوائل عبر كتلة غير طبيعية، مما يؤدي إلى اضطراب أنماط الإخراج.
الأورام في القولون
كما تُبرز الدراسة ارتباط التعب غير المبرر بوجود فقر دم ناتج عن نزيف داخلي مزمن قد لا يكون ظاهرًا للمريض، إذ توضح النتائج أن الأورام في القولون قد تُسبب نزيفًا بسيطًا ومستمرًا لأسابيع أو شهور دون أن يلحظ الفرد وجود دم واضح في البراز، ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى انخفاض الحديد في الدم، وبالتالي ظهور تعب شديد وصعوبة في تنفيذ المهام اليومية.
وتُعد رؤية دم في البراز من أكثر العلامات وضوحًا وخطورة، إذ تُشير غالبًا إلى وجود مشكلة تستدعي التقييم الطبي الفوري، ورغم إمكانية حدوث النزيف لأسباب أقل خطورة، إلا أن استمرار الأمر أو تكراره يُعد مؤشرًا لا يجب تجاهله أبدًا.
كما رصدت الدراسة ارتباط التعرق الليلي بارتفاع بعض البروتينات الالتهابية التي قد تُفرزها الخلايا غير الطبيعية في القولون، ويُعد هذا العرض من العلامات التي قد ترافق بعض أنواع السرطانات نتيجة تغيّرات في الاستجابة المناعية.














0 تعليق