تعرضه لحادث أليم غيّر مسار حياته بالكامل، بعد أن رفض الاستسلام للأمر الواقع، وقرّر أن يتحدى ظروفه الصحية والنفسية الصعبة، واختار أن يعود إلى شغفه القديم بالرسم والخط العربى، ليجد فى الفن متنفسًا يعيد إليه الإحساس بالحياة، قبل أن يحول شغفه إلى مشروع فنى حقيقى.
قبل الحادث، كان المهندس محمد نصرت يعمل مهندس مساحة، ويعيش حياة مهنية مستقرة، حتى تعرض لحادث تسبب له فى ضمور بالمخ وانفصال فى شبكية العين اليسرى، ما مثّل نقطة تحول كبرى فى حياته.
«تغيّرت حياتى تمامًا»، هكذا يقول «محمد» عن حياته بعد الحادث، عندما مر بحالة من عدم التصديق استمرت لمدة ٤ أعوام، قبل أن يبدأ فى البحث عن حياته من جديد.
«أنا خطاط ورسام منذ صغرى»، لهذا استعاد «محمد» حياته أولًا عبر استرجاع شغفه بالفن والخط، حين اختار أن يعود إلى هوايته القديمة التى طالما أحبها، فبدأ أولًا الرسم بالفحم، ثم بدأ العمل فى تفريغ الخشب محترفًا فن الأركت، بالإضافة إلى صناعة بعض الأعمال اليدوية الدقيقة.
يوضح «محمد» أن عمله بالأركت كان منذ ٨ سنوات وبدأ بمحض الصدفة فى بيته الصغير، لكنه أحب العمل به، وأعاد إليه شغفه وحياته، ليعمل بعدها على صناعة لوحات بسيطة تحمل آيات قرآنية أو ديكورات غيرها، حتى أتقن العمل بهذا الفن، وأصبح يقضى ساعات طويلة فيه.
وبعد مرور ٤ سنوات على بداية مشروعه، بدأ حلم «محمد» يكبر، وافتتح ورشته الخاصة، كما أنشأ صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى لعرض أعماله، بالإضافة إلى فيديوهات توثّق مراحل العمل وعملية تنفيذ نماذج دقيقة من الخشب، لتتحول قطع الأخشاب إلى عمل فنى متكامل، أصبح يشارك به فى عدة معارض فنية، من بينها معارض مبادرة «اطلع للنور»، ليصبح الفن نافذته لاستعادة الشغف بالحياة.














0 تعليق