لم يقتصر تأثير وأثر عميد الأدب العربي، طه حسين، علي الثقافة المصرية والمبدعين المصريين فقط، بل امتد تاركا أثرا لا يمحى في الثقافة العربية برمتها. سواء كان هذا الأثر في الأدب أو الأعمال الفكرية.
ومن بين الكتاب العرب الذين تأثروا بـ طه حسين، الكاتب المغربي الكبير، عبد الكريم جويطي، والذي خصص فصلا بأكمله في روايته “المغاربة” عن طه حسين.
الروائي المغربي عبدالكريم جويطي: طه حسين بطل مشروع نهضتنا التراجيدي
وكشف “جويطي” لـ “الدستور” عن حكايته مع طه حسين وما يمثله في الثقافة العربية، وعلي الصعيد الشخصي له، تحديدا في إبداعه.
وعن أسباب استحضاره “طه حسين” دون غيره في روايته “المغاربة” والتي تعد عملا محوريا في مساره الإبداعي السردي، قال “جويطي” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "قرأت كتاب "الأيام" لـ طه حسين في وقت مبكر، وأثر في كثيرا، وصاحبتني شخصية طه حسين المركبة طيلة حياتي، وبما أن لدي رهاب العمى، وفكرت في كتابة رواية بطلها أعمى، فقد كان اللقاء مع طه حسين ضروريا".
ومات طه حسين محبطا ويائسا، ورأى تبخر كل أحلامه في الرقي بالعقل والمجتمع العربيين. قال أحد عميان الرواية لآخر: "أتعرف لماذا يفعلون بنا كل هذا، لأننا عميان"، طه حسين هو البطل التراجيدي لمشروع نهضتنا، أو حين يحاول بصر محاربة، وبكل ما أوتي من قوة، عمى البصيرة، لأنه أنكى وأمر.
جيل الستينيات هو أهم جيل أدبي مصري
وعن الكتاب المصريين الذين قرأ لهم عبد الكريم جويطي تابع: عنونت أحد فصول رواية "المغاربة" بـ:"في محبة مصر"، لا يوجد كاتب عربي لم يمنحه الأدب والفن المصريين، بعض الريش الذي حلق به في سماء الكتابة، قرأت أهم الروايات المصرية، وأعرف، تقريبا، كل أجيال الكتابة الروائية المصرية، ولو أنني أرى بأن أهم جيل مصري هو جيل الستينيات، هناك روايات مصرية أعود لقراءتها باستمرار: مالك الحزين لـ إبراهيم أصلان، فساد الأمكنة لـ صبري موسى، المهدي لـ عبد الحكيم قاسم، وكالة عطية لـ خيري شلبي، الطوق والاسورة، لـ يحيى الطاهر عبد الله، عطش الصبار لـ يوسف أبو رية، يا بنات اسكندرية لـ إدوارد الخراط، كتاب التجليات، جمال الغيطاني، خالتي صفية والدير، بهاء طاهر، البلدة الأخرى، إبراهيم عبد المجيد.
عن الروائى عبد الكريم جويطي
يُعد عبد الكريم جويطي واحدًا من أبرز الأصوات الروائية في المغرب المعاصر. ينحدر من مدينة بني ملال، وقد راكم تجربة سردية غنية ولامعة عبر أعمال لاقت اهتمامًا نقديًا واسعًا، من بينها: “كتيبة الخراب، زغاريد الموت، مدينة النحاس، المغاربة، والتي تعد محورا أساسيا في مساره الإبداعي، ونال عنها جائزة المغرب للكتاب سنة 2017.
وفي روايته الأحدث “من يكمل وجه الجنرال؟” والصادرة مؤخرا عن المركز الثقافي العربي، والتي يستكمل من خلالها ملحمته “ثورة الأيام الأربعة” والصادرة 2021.
















0 تعليق