يبدو أن تطبيق شات جي بي تي، الروبوت الذكي المدعوم بـ الذكاء الاصطناعي والذي طورته شركة أوبن إيه آي، يقترب من إضافة الإعلانات في نسخته المجانية، بعد سنوات من الاعتماد الأساسي على الاشتراكات المدفوعة والوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات كوسيلة رئيسية لتحقيق الإيرادات.
وفي منشور على منصة إكس، كشف المهندس تيبور بلاهو، المعروف بتسريباته السابقة حول التطبيقات، عن شيفرات برمجية من الإصدار التجريبي الأخير لتطبيق شات جي بي تي على أندرويد تحمل إشارات واضحة إلى ميزة الإعلانات، بما في ذلك إعلانات البحث وعرض دوار لإعلانات البحث، وهو ما قد يغير بشكل جذري تجربة المستخدمين في النسخة المجانية من التطبيق.
السياق المالي وأهمية الإعلانات
شركة أوبن إيه آي لم تكن متسرعة في تبني الإعلانات، إذ كانت تفضل الاعتماد على الاشتراكات المدفوعة للوصول إلى النسخ الاحترافية أو الاستفادة من واجهة برمجة التطبيقات لتحقيق الإيرادات.
إلا أن الواقع المالي للشركة يفرض تحديات كبيرة، حيث أشار تقرير صادر عن بنك HSBC إلى أن الشركة لن تحقق أرباحًا فعلية قبل عام 2030، وأنها بحاجة إلى جمع نحو 207 مليارات دولار لدعم خطط نموها وتوسيع خدماتها خلال العقد المقبل.
ومن هنا، تبدو خطوة إضافة الإعلانات إلى النسخة المجانية، رغم حساسيتها بالنسبة لتجربة المستخدم، كخيار لا يمكن استبعاده تمامًا.
تصريحات سام ألتمان حول الإعلانات
أكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، سابقًا في بودكاست صيفي، أن الشركة لم تطلق أي منتج إعلاني حتى الآن، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال في المستقبل، مشيرًا إلى أن جمهور شات جي بي تي، الذي يقدر بنحو 800 مليون مستخدم أسبوعيًا، يمثل فرصة ضخمة للإعلانات.
وأضاف ألتمان: "لست ضد الإعلانات تمامًا، هناك أمثلة جيدة مثل إعلانات إنستغرام التي أثرت في قرارات شرائي، لكن تنفيذ الإعلانات بشكل خاطئ قد يضر بالتجربة بشكل كبير، ويجب التعامل مع الأمر بحذر شديد."
توقعات مستقبلية
إذا تحققت هذه الإشارات، فإن شات جي بي تي سيشهد تحولًا جديدًا في نموذج أعماله، ما قد يوازن بين النمو المستمر للمستخدمين وتحقيق الإيرادات الضرورية، مع تحدٍ كبير لضمان أن تبقى تجربة المستخدم سلسة وغير مزعجة، في وقت يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
0 تعليق