قال موقع The Canary البريطاني اليوم الجمعة، إن الشركات العسكرية الخاصة بدأت بالفعل في جني مكاسب مبكرة من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، رغم فشل المبادرة في إنهاء معاناة المدنيين داخل القطاع.
وأشار الموقع في تقرير له بعنوان: "الشركات العسكرية الخاصة تستفيد بالفعل من خطة ترامب "للسلام" في غزة"، إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) أنهت هذا الأسبوع عملياتها في غزة، لكن الشركة الأم التي تقف خلفها، UG Solutions، ستستمر في العمل عبر عقود جديدة وامتيازات مرتبطة بالخطة الأمريكية.
انتهاكات خطيرة وتورط مرتزقة في قتل المدنيين
وأوضح التقرير أن العديد من السكان المحليين استقبلوا إعلان انسحاب GHF بارتياح شديد، بعدما تحولت مواقع المساعدات التابعة لها إلى مراكز عسكرية تضم مرتزقة وجنودًا إسرائيليين، وتسببوا، وفق شهادات، في مقتل ما يصل إلى 600 مدني فلسطيني جائع.
ونقل الموقع عن أحد المبلغين عن المخالفات تأكيده وقوع جرائم حرب داخل تلك المواقع، في ظل مشاركة عناصر من جماعات يمينية متطرفة كانت تنتمي سابقًا إلى عصابات دراجات نارية ذات طابع فاشي.
وفي بيان وصفه الموقع بـ"الغريب"، تحدثت GHF عن "ذكريات جيدة" خلفتها لدى من "قدمت لهم الخدمة"، بينما تجاهلت تمامًا الاتهامات المتعلقة بوجود جنود إسرائيليين في نقاط التفتيش التابعة لها وجمعهم لبيانات يعتقد أنها تستخدم في عمليات اغتيال تعتمد على تقنيات متقدمة.
عقود جديدة لشركات أمنية ضمن خطة ترامب
ووفقًا للموقع، فإن انسحاب GHF لم يكن نهاية النشاط، حيث وقعت الشركة الأم UG Solutions عقودًا جديدة في إطار الخطة الأمريكية، إلى جانب شركات أخرى وصفها التقرير بأنها "مشبوهة".
وأشارت منصة "ريسبونسبل ستيتكرافت" إلى أن UG كانت ضمن الجهات التي حصلت على عقود جديدة، كما منحت شركة استشارية تُدعى Q2IMPACT عقدًا أمريكيًا بقيمة 7 ملايين دولار لمراقبة فعالية المساعدات في فلسطين ولبنان.
ونقل الموقع عن أنتوني أغيلار، وهو عضو سابق في القوات الخاصة ضمن مشروع GHF، قوله: إن الهدف الحقيقي لآلية المساعدات المخصخصة هو "تهجير السكان، وإنشاء آليات لقتل المدنيين العزل، وتنفيذ عمليات تجويع ممنهجة تحت غطاء العمل الإنساني".
تدريب منعدم واتهامات بالفشل الأخلاقي
وذكر أغيلار أن المتعاقدين مع المشروع الأصلي لم يتلقوا أي تدريب يؤهلهم للعمل في بيئة إنسانية معقدة، بينما لم تقدم UG Solutions أي ضمانات حول مؤهلات حراس الأمن الذين وظفتهم.
وأكد أن الشركة لم تمتلك القدرة على تدريب عناصرها للتعامل مع حجم الكارثة الإنسانية في غزة، وهو ما اعتبره الموقع دليلًا على "فشل أخلاقي ومهني كبير".
ورغم رفض وزارة الخارجية الأمريكية هذه المزاعم، يرى خبراء، بحسب الموقع، أن تجارب سابقة لمؤسسات دولية فاشلة تظهر خطورة خلط الأدوار العسكرية مع العمل الإنساني، خاصة عندما تدفع الشركات الخاصة نحو الربح على حساب حياة المدنيين.
ونوه موقع The Canary بأن شركات مثل UG وQ2IMPACT تتسابق للاستفادة من المرحلة التالية من الإبادة الجماعية، حيث الربح المادي يمثل الأولوية الأولى لتلك الكيانات.













0 تعليق