من فاقوس إلى الجيزة والدقهلية… ملاحقات أمنية تقطع أذرع الإجرام في الفيديوهات والرابط الملغومة والميراث الدموي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الأيام الماضية سلسلة من الوقائع الإجرامية التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت حالة من الجدل والخوف بين المواطنين، قبل أن تتمكن أجهزة وزارة الداخلية من تفكيك خيوطها سريعًا، ووضع حد لنشاط المتورطين فيها، سواء كانوا تشكيلات عصابية، عناصر خطرة، أو مرتكبين لجرائم إلكترونية معقدة.

البداية كانت بمقطع فيديو أثار ضجة واسعة في بورسعيد، ظهرت خلاله واقعة تحرش بفتاة داخل أحد العقارات. وبالرغم من عدم تلقي أي بلاغ رسمي، استطاعت الأجهزة الأمنية تحديد هوية المتهم وضبطه، ليتبين أنه عاطل له معلومات جنائية اعترف بارتكاب الواقعة.

وفي الشرقية، شهدت محافظة فاقوس مشاجرة عائلية داخل أرض زراعية بسبب خلافات ميراث، بين ثلاثة أشخاص وأبناء عمومتهم. المشاجرة تطورت لاستخدام عصي خشبية، وفي الوقت نفسه انتشر الفيديو عبر مواقع التواصل. التحقيقات أكدت غياب البلاغات، لكن جرى ضبط طرفَي المشاجرة وتبادلوا الاتهامات أمام الشرطة.

أما في الجيزة، فكانت الضربة الأمنية الأكبر، عقب تداول فيديو لتحرش لفظي بطالبتين وإطلاق نار في الهواء من سيارة ملاكي. التحريات كشفت أن مرتكبي الواقعة عنصران ضمن تشكيل عصابي شديد الخطورة يضم خمسة أفراد اتخذوا من إحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي وكرًا لهم، يمارسون من خلاله أعمال البلطجة وفرض السيطرة على مقاولين بالمشروعات الاستثمارية. وعند مداهمتهم بادر أحدهم بإطلاق النار، فتم التعامل معه ولقي مصرعه، فيما ضُبطت أسلحة ثقيلة بينها رشاش جرينوف وبنادق آلية.

وفي سياق موازٍ، استمرت جهود تعقب الجرائم الإلكترونية بعد توالي بلاغات من مواطنين تعرضوا لسرقة حساباتهم عبر روابط مجهولة يتم إرسالها عبر تطبيقات الهواتف. التحقيقات قادت لضبط عاطلين من الدقهلية والجيزة، بحوزتهما هواتف ومحافظ إلكترونية تحتوي مبالغ من متحصلات نشاطهما، واعترفا بارتكاب سبع وقائع.

ومع ذلك، كانت القضية الأبرز ماليًا هي ضبط تشكيل عصابي من خمسة عناصر جنائية خطرة بمحافظة الجيزة، تورطوا في غسل 250 مليون جنيه من حصيلة الاتجار بالمواد المخدرة، عبر شراء عقارات وسيارات وتأسيس أنشطة تجارية لإضفاء صفة شرعية على الأموال.

ضربات أمنية متتالية أغلقت ملفات متنوعة في وقت قصير، وأكدت قدرة أجهزة الداخلية على التعامل مع الجرائم التقليدية والحديثة على حد سواء.

الهاتف يكشف الأدلة.. القبض على صانع محتوى بعد نشر فيديوهات مخالفة للقيم

شهدت محافظة الإسكندرية واقعة جديدة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقاطع فيديو على حسابات شخصية تحتوي على ألفاظ ومحتوى خادش للحياء، يتعارض مع القيم والمبادئ المجتمعية.

وأسفرت جهود أجهزة وزارة الداخلية، وبالأخص الإدارة العامة لحماية الآداب، عن ضبط صانع المحتوى المتورط، في خطوة تؤكد حرص الأجهزة الأمنية على التصدي لأي مخالفات تمس القيم العامة أو القانون.

وبالفحص، تبين أن صاحب الحساب مقيم بدائرة قسم شرطة ثانِ المنتزه، وعُثر بحوزته على هاتف محمول يحتوي على دلائل رقمية تثبت ارتكابه للواقعة، من بينها مقاطع الفيديو المنشورة والمواد المرتبطة بها. وعند مواجهته، اعترف المتهم بتصوير المقاطع ونشرها بهدف زيادة نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية من خلالها، مستغلاً شهرة منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين.

وقالت المصادر الأمنية إن هذه الواقعة تُعد نموذجًا لكيفية استغلال بعض صناع المحتوى وسائل التواصل للربح السريع على حساب القيم المجتمعية، مشيرة إلى أن ضبط المتهم جاء بعد مراقبة دقيقة وتحريات معمقة أكدت صحة البلاغات والتأكد من حجم نشاطه الرقمي المخالف.

وأكدت وزارة الداخلية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتهم، وحجز الأدلة الرقمية الخاصة بالمحتوى المنشور، تمهيدًا لإحالة الواقعة للنيابة العامة لاستكمال التحقيقات، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، والتأكيد على حماية المجتمع من أي محتوى مسيء أو خادش للحياء العام.

وتوضح الواقعة مدى أهمية متابعة الجهات الأمنية للنشاط الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل على رصد أي محتوى مخالف للقانون أو للأعراف الاجتماعية، خصوصًا في ظل تزايد استخدام الشباب للتطبيقات الرقمية لتحقيق الشهرة أو الأرباح المالية، بما يضمن الحفاظ على القيم المجتمعية وحماية المستخدمين من المحتوى الضار.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق