علق الدكتور نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي، على ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن خطة زمنية وضعتها الإدارة الأمريكية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة.
وقال "العابد"، خلال مداخلة عبر "إكسترا نيوز"، إن على الإدارة الأمريكية أولًا أن تُلزم حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو، بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرًا إلى أن تل أبيب لم تُطبّق العديد من النقاط المهمة جدًا، وتسعى للتهرب من كل الاستحقاقات المتعلقة بوقف العدوان، بينما لا يزال العدوان متواصلًا حتى الآن بما يشمل العمليات العسكرية وسقوط الشهداء والجرحى.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية تستمر في حصار الشعب الفلسطيني، ولم تلتزم بفتح المعابر وتحديدًا معبر رفح، ولم توقف آلة القتل وخططها العدوانية، وتتجاهل اتفاق شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن، وتواصل الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس الشرقية أيضًا.
وتابع أن ما يطرح من خطط أمريكية يتضمن أفكارًا مثل إدخال قوات دولية بداية العام القادم أو تقسيم القطاع إلى مناطق خضراء وأخرى قتال، مؤكدًا أنه لا يوجد ضغط أمريكي حقيقي على إسرائيل رغم ما يُروّج له في الصحافة الإسرائيلية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تشارك دولة الاحتلال بكل خططها، مشيرًا إلى تجربة المؤسسة الأمريكية التي ادّعت تقديم مساعدات إنسانية لغزة وكانت تُساهم في الحصار وإعطاء انطباع غير دقيق عن وصول المساعدات، إلى أن تم كشف حقيقتها. وأكد أن واشنطن حين تغض الطرف عن كل الاعتداءات فهي شريكة لما يجري على الأرض.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي يوجه الانتقاد للفلسطينيين بينما لا يصرّح بأن نتنياهو يخرق الاتفاقيات، رغم المخصصات التي تقدمها واشنطن للاحتلال ومشاركتها الميدانية عبر مراكز مراقبة لكل ما يجري في غزة والضفة.
وبشأن نزع السلاح قال إن هذا موضوع شائك، ويتطلّب أولًا توافقًا فلسطينيًا داخليًا حول المفهوم والآلية، وإن الإصرار على نزع السلاح بالقوة لن يؤدي إلى الأمن ولا إلى نجاح خطط السلام، بل يزيد الصراع والاصطدام مع الشعب الفلسطيني.
وأكد أن السلاح موجود بسبب الاحتلال، وأنه إذا انتهى الاحتلال وانسحبت قواته كاملًا من غزة ثم الضفة، فلن تكون هناك حاجة لمقاومة أو سلاح، لأن المقاومة جاءت ردًا على الاحتلال وإمعانه في القمع والدمار داخل الأراضي الفلسطينية وفي سوريا ولبنان أيضًا.
وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي يرفض بأغلبية كبيرة إقامة الدولة الفلسطينية، متسائلًا كيف يُطلب من الشعب المحتل التخلي عن مقاومته بينما لا يُطلب من قوة الاحتلال إنهاء احتلالها وسحب جيشها من الأرض الفلسطينية، مشددًا على ضرورة توافق فلسطيني وعربي قبل الانتقال لمفاوضات تحدد الأثمان المطلوب دفعها من الطرف الآخر لإنهاء هذا الملف دون إشكاليات.
وفي ما يتعلق بمقاتلي الأنفاق، قال إن الاحتلال يسعى للحصول على ورقة استسلام من الشعب الفلسطيني، وإن المطروح من تل أبيب هو الاستسلام وتسليم السلاح والاعتقال، وهي أهداف وضعتها الحكومة منذ بداية العدوان ولا يمكن القبول بها، مشيرًا إلى أن الحل يجب أن يكون بالمفاوضات وبالخروج الآمن للمتهمين بحمل السلاح داخل الأنفاق.
أما بشأن القوات الدولية، فأوضح أن هناك وجهتي نظر؛ الأولى إسرائيلية أمريكية تريد من هذه القوات أن تحل محل قوات الاحتلال وتقوم بمهامها، وهو ما يتناقض مع رؤية الفلسطينيين والدول العربية وتركيا الرافضة لهذا الدور، معتبرًا أن القوات يجب أن تكون لحفظ السلام وليس للاشتباك مع الشعب الفلسطيني أو استكمال التضييق عليه.
وأضاف أن الجو العام في العالم يتجه لرفض المشاركة في هذه القوات بعد انحراف الفكرة عن هدفها، من قوات فصل وحماية إلى قوة تعمل كجيش احتلال، بينما يبقى العامل الإسرائيلي مؤثرًا في تحديد الدول المقبولة للمشاركة، في ظل استمرار تل أبيب في تنفيذ عملياتها حتى بوجود هذه القوات، وهو ما لا يمكن للفلسطينيين أو الدول المرشحة للمشاركة القبول به.
















0 تعليق