شهد إقليم كردستان شمالي العراق، مساء الأربعاء، انقطاعًا واسعًا في شبكة الكهرباء بعدما أدى هجوم بطائرة مسيّرة إلى استهداف حقل كورمور الغازي الواقع في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، وهو أحد أبرز مصادر الطاقة في الإقليم.
وقال أوميد أحمد، المتحدث باسم وزارة الكهرباء في الإقليم، لقناة «رووداو» إن الضربة تسببت في توقف ضخ الغاز بشكل كامل إلى محطات توليد الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى تعطل الشبكة بصورة شاملة. وأوضح أن نحو 80% من طاقة الكهرباء في كردستان تعتمد على الغاز المستخرج من هذا الحقل، ما جعل تأثير الهجوم واسعًا وفوريًا.
وبحسب المعلومات الأولية التي نقلتها الشبكة، فقد أصاب الهجوم مستودعًا لتخزين النفط الأسود داخل الحقل، ويضم المستودع ثلاث مضخات تُستخدم في تعبئة صهاريج النفط الخام. وأظهرت مقاطع مصوّرة من الموقع تصاعد نيران كثيفة من المنطقة المستهدفة، بينما أكد مصدر أمني عدم وقوع إصابات بشرية.
ويعد حقل كورمور من أغنى مناطق الإقليم بالغاز الطبيعي، وقد تعرض خلال السنوات الماضية لعدة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، تسببت في أحيان كثيرة بتوقف الإنتاج والإمدادات.
وفي بيان رسمي، أعلن صباح النعمان، المتحدث العسكري باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال، أن محمد شياع السوداني أمر بتشكيل لجنة تحقيقية عليا لكشف الجهة المسؤولة عن الهجوم ومحاسبتها. واعتبر أن «جهات إرهابية» تسعى لزعزعة استقرار البلاد تقف خلف مثل هذه الاعتداءات.
من جهته، حمل المبعوث الأمريكي إلى العراق، مارك سافايا، «مجموعات مسلحة غير قانونية» تتحرك وفق «أجندات خارجية معادية» مسؤولية الهجوم، داعيًا الحكومة العراقية إلى ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما دعا رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، عبر منصة «إكس»، الشركاء الأمريكيين والدوليين إلى توفير منظومات دفاعية لحماية البنى التحتية المدنية، مؤكدًا ضرورة عدم إفلات منفذي هذه الهجمات من العقاب كما حدث في السابق.
أما رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل جلال طالباني، فطالب برد «حاسم وقاسٍ» على الهجوم، مشددًا على ضرورة تفكيك أو القضاء على الميليشيات التي تعمل خارج إطار القانون.
















0 تعليق