تتصدر مكملات الكركم قوائم المنتجات الصحية الأكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة، مع ترويج واسع لخصائصها في تخفيف الالتهاب وتعزيز المناعة ودعم الصحة العامة، ورغم أن هذا الاهتمام المتزايد يستند إلى بعض الأدلة العلمية، فإن الصورة ليست وردية بالكامل؛ فهذه المكملات تحمل فوائد حقيقية لكنها تأتي أيضًا مع حدود وآثار جانبية يجب الانتباه إليها قبل استخدامها.

يُعد الكركم، المعروف بلونه الأصفر الفاقع، من أقدم الأعشاب المستخدمة في الطب التقليدي، خاصة في الأيورفيدا والطب الهندي القديم. المكون الرئيسي فيه، الكركمين، يمتلك خصائص قوية مضادة للالتهابات والأكسدة، ما جعله محورًا للعديد من الدراسات التي تبحث في دوره المحتمل في تقليل الألم ودعم صحة القلب والكبد وحتى تحسين الهضم.

فوائد محتملة… لكن ليست للجميع
تُظهر الدراسات أن الكركمين قد يساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل وتيبس المفاصل والآلام المزمنة،  وفي بعض الحالات، يُوصى بجرعات تصل إلى 500 ملغ مرتين يوميًا، لكن لفترة لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة دون متابعة طبية،  كما تشير أبحاث أخرى إلى إمكانية مساهمته في خفض الكوليسترول ودعم صحة الكبد، خاصة لدى المصابين بالكبد الدهني، إضافة إلى دوره المحتمل في تخفيف أعراض الحساسية وضبط السكر.

ورغم ذلك، يؤكد الخبراء أن الأدلة حول هذه الفوائد لا تزال بحاجة إلى دراسات أكثر قوة قبل إصدار توصيات قطعية.

التحدي الأكبر: الامتصاص الضعيف
من أبرز المشكلات المرتبطة بالكركمين أنه لا يُمتص بسهولة داخل الجسم، فقد يمر معظمه دون الاستفادة منه، هنا يأتي دور البيبيرين، المركب الموجود في الفلفل الأسود، والذي يمكن أن يزيد امتصاص الكركمين بنسبة مذهلة تصل إلى 2000%. كما يمكن للدهون الصحية،  مثل المكسرات والبذور والأفوكادو،  تعزيز الامتصاص حسب دراسات حديثة.

آثار جانبية لا يجب تجاهلها
بينما يتحمل معظم الأشخاص الكركم دون مشكلة، إلا أن الجرعات العالية قد تسبب:

غثيان

إسهال

اضطراب في المعدة

ارتجاع المريء

وفي حالات نادرة، قد يؤدي الاستخدام الطويل أو الجرعات المرتفعة إلى مشاكل في الكلى أو الكبد أو ردود فعل تحسسية.

متى يجب تجنب المكملات؟
يُنصح بتجنب مكملات الكركم للأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم أو أدوية السكري أو مضادات الحموضة، كما يجب على الحوامل والمرضعات الابتعاد عن المكملات والاكتفاء بالكركم الطبيعي في الطعام.