قصفٌ أمام أطفال لبنانيين.. لحظات مرعبة يسردها تقرير

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" تطرّق إلى منطقة بقاعية تعرضت لقصف إسرائيليّ متكرر وهي النبي شيت، ويقول إن "الهدوء النسبي الذي ساد خلال الفترة الأخيرة في القرية المذكورة، يتناقض مع الأحداث الأخيرة"، وأضاف: "قبل يومين، تعرضت أطراف القرية في البقاع لقصف إسرائيلي، ضمن موجة هجمات على منطقة لا تزال تحاول التعافي من حرب إسرائيل وحزب الله العام الماضي".

وتابع: "تقولُ إسرائيل إن هجماتها تستهدف أعضاء حزب الله والبنية التحتية المزعومة، لكنها استهدفت أيضاً شركات ومدارس ومنازل، مما أثار قلق السكان الذين يخشون العودة إلى الأيام المظلمة التي كانوا يأملون أن تكون قد ولت".

وأكمل: "قبل عام، تعرّض سهل البقاع، مهدُ حزب الله، لقصفٍ عنيفٍ مع توسّع إسرائيل في حربها في جنوب لبنان لتشمل البلاد بأكملها. بعد 12 شهراً من وقف إطلاق النار، يتعرض الوادي الخصيب الممتد بين جبال لبنان والحدود السورية للقصف من جديد".

وفي تصريح له عبر الصحيفة، يقولُ رئيس بلدية النبي شيت هاني الموسوي: "شعبنا معتاد على مثل هذه الظروف. العالم يرى هذه الوحشية، ومع ذلك يلتزم الصمت".

ورغم تصاعد التوتر، يعجّ حيّ النبي شيت بالحركة، وتشقّ السيارات والدراجات النارية طريقها عبر الشارع الرئيسي الضيق، في تناقض صارخ مع ما كان عليه الحال قبل عام، عندما أُخليت أجزاء كبيرة من المنطقة بعد أوامر إخلاء قسري إسرائيلية شملت معظم البقاع.

أيضاً، تنتشر في المدينة صور فؤاد شكر، وهو القيادي البارز في "حزب الله" والذي اغتالته إسرائيل صيف العام 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو أيضاً من قرية النبي شيت. كذلك، يتدفق السكان إلى المحلات التجارية، ويواصلون حياتهم رغم التوترات المتصاعدة.

بدوره، قال حمزة الموسوي، بينما كان يقطع اللحوم بساطور كبير في ملحمته، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية القريبة قبل يومين: "الغارات الجوية أثرت على المحلات التجارية والمنازل".

ويتابع: "خلال الحرب الأخيرة، عدتُ لأجد كل شيء مدمراً، لكننا أعدنا البناء واستأنفنا العمل. لم نتلقَّ أي تعويضات، فقط أهلنا ساعدونا، رحمهم الله".

وتابع: "ما زلنا ننتظر التعويض، لدي أربع آلات متضررة وأضرار داخلية وألواح شمسية مكسورة".

التقرير يقول إن "حزب الله أُضعِف بشدة جراء حربه الأخيرة مع إسرائيل، إذ استُنزِف مخزونه من الأسلحة بشكل كبير، ويُعتقد أن معظم ما تبقى، وخاصةً الأسلحة الأقوى، مُخزَّن في سهل البقاع، وفقًا للاستخبارات الإسرائيلية".

ويُكمل: "تزعم إسرائيل أيضاً، مع تقديم أدلة محدودة، أن منطقة البقاع تضمُّ عدداً من أهم معسكرات تدريب حزب الله، بما في ذلك قوات الرضوان النخبوية. ومع تزايد المخاوف من عملية إسرائيلية أخرى في لبنان، يُنظر إلى البقاع على نطاق واسع كنقطة محورية محتملة".

ويتطرق التقرير إلى القصف الإسرائيلي الذي طال بلدة شمسطار البقاعية قبل أيام أيضاً، ويقول: "على أطراف البلدة، تقع مدرسة. من النوافذ، شاهد الأطفال في رعب ما لا يقل عن 8 ضربات منفصلة على التلال المقابلة. حطمت الانفجارات النوافذ وألحقت أضراراً مادية أخرى، على الرغم من عدم الإبلاغ عن إصابات خطيرة".

يتجول رئيس بلدية شمسطار سهيل الحاج حسن في المدرسة المتضررة، الخالية من الأطفال، بينما يبدأ عمال التنظيف في العمل، وقال: "إسرائيل حاولت تبرير الغارات الجوية بالقول إنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية مزعومة، لكن الحقيقة واضحة.. فإن هذه أوهام. لقد استهدف القصف المنازل والمدارس".

وتابع: "هذا أمرٌ من مسؤولية المجتمع الدولي والمؤسسات العالمية، التي سمحت لإسرائيل بالتصرف بحرية، من دون رقابة أو مساءلة. وللإشارة، فإنَّ المدرسة تستضيف في الأيام العادية حوالى ألف طفل".

وفي وسط شمسطار، تستمر الحياة اليومية رغم التوتر، في ظل رايات "حزب الله" وصور أمينه العام السابق حسن نصرالله - الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي في غارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وإلى الشمال من الطريق السريع تقع مدينة بعلبك الشهيرة، موطن المواقع التاريخية الأكثر شهرة في لبنان والمدينة الرئيسية في شمال البقاع.

وقبل عام، فرغت المدينة من سكانها إثر قصف جوي إسرائيلي كثيف، بما في ذلك على أطراف آثارها الرومانية. أما المدينة نفسها، فقد نجت من هجمات قرى وتلال المحافظة؛ وقد اقتصر النشاط العسكري الأخير، في معظمه، على القوات المسلحة اللبنانية ضد تجار المخدرات المحليين.

"بعلبك عادت"

إلى ذلك، فقد أُعيد افتتاح فندق بالميرا التاريخي، الذي استضاف شارل ديغول سابقاً، وفي سوق بعلبك القديم المزدحم، يُفتح أيضاً مجلس بعلبك الثقافي.

يبتسم عضو مجلس الإدارة مهند سليمان وهو يشير إلى أبواب الهيكل المفتوحة والسوق المُعاد فتحه، ويقول عن حرب العام الماضي عندما قصفت إسرائيل المنطقة: "كنتُ ممن عاشوا هذه التجربة مباشرةً. لم أغادر".

وأكمل: "أنا سعيد جداً لأن الناس تمكنوا من التغلب على كل هذه الصراعات وكل هذه المعاناة. كنت قلقاً من أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول، لكن بعلبك تنبض بالحياة من جديد، وعادت لاستقبال الزوار".

لكن تفاؤل السيد سليمان يخفي حقيقةً أشدّ وطأةً، فهو كان يُدرّس حصةً للغة الإنكليزية في مدرسة شمسطار عندما قُصفت التلال القريبة، وقال: "كان يوماً رهيباً. لقد بكى الطلاب، وأُغمي على بعضهم. لا أقول إننا اعتدنا على هذا - بالطبع لا. لكن في لبنان، عشنا هذه المشاكل منذ السبعينيات".

ورغم نبرته المتفائلة والعملية نسبياً، فإنه يعترف أيضاً بأن كثيرين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم أو إعادة بناء منازلهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق