الفاتيكان يصدر وثيقة جديدة تشدّد على قدسية الأحادية الزوجية "الزواج وحدة لا تنفصم"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدرت دائرة عقيدة الإيمان بالفاتيكان، مذكرة عقائدية جديدة بعنوان "جسد واحد: ثناء على الأحادية الزوجية"، أكّدت فيها أن الزواج المسيحي يقوم في جوهره على وحدة لا تنفصم بين رجل وامرأة، تقوم على الانتماء المتبادل، والعطاء الكامل للذات داخل علاقة واحدة حصرية تحفظ كرامة كلّ طرف.

وتوضح الوثيقة أن الحب الحقيقي يفقد معناه عندما يتوزّع بين أكثر من شخص، مشيرة إلى أن العطاء الكامل لا يتحقّق إلا داخل ارتباط ثنائي، يلتزم فيه كل طرف بالآخر التزامًا نهائيًا وأبديًا.

وجاء إصدار هذه المذكرة استجابةً لثلاثة دوافع رئيسية، أبرزها: التحديات الأخلاقية المعاصرة المرتبطة بالتطور التكنولوجي الذي يعزّز لدى الإنسان وهم اللّاحدود، إضافة إلى النقاشات الدائرة مع الأساقفة الأفارقة بشأن تعدّد الزوجات، وكذلك انتشار العلاقات غير الأحادية في المجتمعات الغربية.

وتسعى الوثيقة إلى تقديم رؤية إيجابية لجمال سرّ الزواج، مؤكدة أنّ الوحدة الزوجية ليست تقييدًا بل طريقًا إلى حب ينفتح على الأبدية، بوصفه انعكاسًا للاتحاد بين المسيح والكنيسة.

ورغم أن الوثيقة موجّهة أولًا إلى الأساقفة، فإنها تُعد مرجعًا إرشاديًا للشباب، والمخطوبين، والمتزوجين، من أجل إعادة اكتشاف عمق هذا السرّ.

وشدّدت المذكرة على عنصرين جوهريين في الزواج المسيحي: الانتماء المتبادل الذي يقوم على الحرية والاحترام.
2. المحبّة الزوجية باعتبارها "أعظم صداقة" تنمو من خلال هبة الذات دون فقدان الهوية، أو فرض السيطرة.

وفي الوقت نفسه، أكدت الوثيقة رفضها القاطع لكل أشكال العنف، أو التملك، أو الضغط النفسي داخل العلاقة، باعتبارها تتعارض مع كرامة الشريك، وجوهر الحب المسيحي.

وتحذّر المذكرة من ثقافة الفردانية، والاستهلاك التي تروّج لصورة سطحية عن الحب، والعلاقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، داعيةً إلى تربية جديدة على معنى الحب والمسؤولية.

واستشهدت الوثيقة بالكتاب المقدس، وآباء الكنيسة، وفلاسفة العصر الحديث، لتوضيح أن سرّ الزواج يقوم على حقيقة "نحن الاثنان"، مستحضرةً قول القديس أوغسطينوس " أعطني قلبًا يحب، وسيفهم ما أقول".

ويؤكّد الفاتيكان من جديد أن الأحادية الزوجية ليست مجرد قاعدة إجتماعية، أو تنظيم كنسي، بل استجابة لنداء حبّ شامل وكامل يوجّه الإنسان نحو تحقيق ذاته في علاقة ثابتة ووفية.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق