يشهد مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الجديدة، بعد قليل، انعقاد اجتماع مهم للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الجزائري الدكتور سيفي غريب، في محطة تعكس مستوى التنسيق السياسي والاقتصادي بين البلدين، وتؤكد رغبة مشتركة في توسيع مساحات التعاون خلال المرحلة المقبلة.
الاجتماع المرتقب يأتي في توقيت إقليمي شديد الحساسية، تزداد فيه الحاجة إلى بناء شراكات عربية أكثر تماسكا، وقد حرصت القاهرة والجزائر خلال الأشهر الأخيرة على إعادة تنشيط قنوات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ويُنتظر أن يشهد اللقاء مراجعة ملفات التعاون القائم، وتفعيل عدد من الاتفاقيات، إلى جانب طرح مشروعات جديدة يمكن أن تشكل رافعة اقتصادية للطرفين.
ملف التبادل التجاري
ويحتل ملف التبادل التجاري أولوية واضحة على جدول أعمال اللجنة، بالنظر إلى رغبة الطرفين في مضاعفة حجم التجارة البينية، وفتح قنوات جديدة للصادرات المصرية في السوق الجزائرية، خاصة في قطاعات الصناعات الدوائية ومواد البناء والمنتجات الهندسية، وفي المقابل، تتطلع مصر إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيماويات، والاستفادة من الخبرة الجزائرية في أسواق الغاز بشمال أفريقيا.
كما يشهد الاجتماع – وفق ما أكدته مصادر حكومية – بحث فرص التوسع في الاستثمارات المشتركة، سواء من خلال الشركات العامة أو القطاع الخاص، مع التركيز على ملفات النقل، والتشييد والبناء، والصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية، ومن المنتظر أن يستعرض رئيسا الوزراء التجربة المصرية في إعادة بناء البنية التحتية وبناء المدن الجديدة، باعتبارها نموذجًا جاذبًا للشراكات العربية.
وبجانب الملفات الاقتصادية، يركز الاجتماع على التنسيق السياسي في عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها مستجدات الوضع العربي، والتطورات في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، وجهود مكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار الإقليمي، ويحرص الجانبان دائمًا على إبقاء قنوات التشاور مفتوحة بشأن ملفات الأمن القومي العربي، ما يجعل هذا الاجتماع منصة مهمة لتبادل الرؤى وتوحيد المواقف.
انعقاد اللجنة بالعاصمة الإدارية يحمل رسالة واضحة: القاهرة والجزائر تتحركان نحو تعميق العلاقات وتوسيع المصالح المشتركة، في إطار رؤية تستهدف تعزيز التكامل الاقتصادي وإيجاد شراكات فاعلة تخدم شعبي البلدين، ومن المتوقع أن تُختتم أعمال اللجنة اليوم بإعلان عدد من التوافقات ومذكرات التفاهم، بما يعكس جدية الدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى من الفعالية والتأثير.











0 تعليق