اكتشفت ملعقة أثرية فريدة يعود عمرها إلى 3500 سنة لكن ما يميز هذه الملعقة ليس فقط شكلها الاستثنائي، بل التفوق الفني الذي يجسد مشهدًا طبيعيًا من الحياة اليومية للحضارة المصرية القديمة.
الملعقة التي كانت تستخدم لمستحضرات التجميل، تم تصميمها بشكل مبتكر على هيئة بطة وأمامها صغارها البطتين الصغيرتين، بالإضافة إلى سمكة على شكل تجسيدي حيوي لوجبة الطعام.
نموذج فني استثنائي
ونشر المتحف البريطاني عبر موقعه الإلكتروني معلومات مهمة عن هذه الملعقة الأثرية النادرة، مشيرًا إلى أنها تعود إلى الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1350–1300 ق.م)، وتمثل نموذجًا استثنائيًا لفن التجميل في مصر القديمة، وتبرز مهارة المصريين في الدمج بين الإبداع التشكيلي والرمزية.
القطعة مصنوعة من عاج الفيل، وتشكل بطة تدير رأسها لتقديم سمكة لفرخيها الجالسين على ظهرها، في مشهد يعكس تفاصيل الحياة اليومية وعناية الأم بصغارها، وتشكل الأجنحة المغلقة غطاءً دوارًا يكشف عن تجويف داخلي استخدم لحفظ الزيوت أو الدهون العطرية.
وأوضح أمين المتحف أن رمزية البطة ارتبطت كثيرًا بأدوات التجميل في أواخر عصر الأسرة الثامنة عشرة، مشيرًا إلى أن هذه القطعة تقدم مثالًا واضحًا على دقة المصريين القدماء في الصناعة والزخرفة.
وتبلغ أبعاد الملعقة 17.5 سم طولًا، و6.4 سم عرضًا، ويصل وزنها إلى 174 جرامًا.
جزء من الاحتفالات والطقوس
وقال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر، فى تصريح خاص لـ"الدستور" إن المصريين القدماء عرفوا استخدام أدوات الحياة اليومية منذ عصور ما قبل الأسرات، وكانت تصنع من مواد متنوعة مثل العاج والصوان والخشب والبرونز والنحاس، مشيرًا إلى أن هذه الملاعق كانت مزخرفة بنقوش دقيقة تعكس فن الحياة اليومية والرموز الدينية والثقافية للمصريين القدماء.
وأضاف "عامر" أن الملاعق تطورت عبر العصور لتشمل مواد أخرى مثل الذهب، كما تنوعت أشكالها لتحمل معانٍ رمزية مستوحاة من الحيوانات، وكانت جزءًا من الاحتفالات والطقوس الدينية.
وأوضح أن الملاعق استخدمت بشكل رئيسي في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، سواء لوضع المكياج أو تحضير الزيوت العطرية والمساحيق، كما حملت بعض التصاميم رموزًا مرتبطة بالزراعة، مما يعكس مدى ارتباط الفن بالحياة اليومية والطبيعة لدى المصريين القدماء.











0 تعليق