سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على اندلاع احتجاجات في مقاطعة قويتشو جنوب الصين، وذلك وسط تصاعد مظاهر الاحتجاجات الريفية التي شهدت زيادة بنسبة 70% مقارنة بالعام الماضي.
بدأت الاحتجاجات في بلدة شيدونغ نهاية الأسبوع، بعد إصدار السلطات المحلية توجيهًا يقضي بحرق الموتى بدلاً من دفنهم، في محاولة للحفاظ على الموارد الأرضية وتعزيز أسلوب جنازة مقتصد، كما قالت الحكومة المحلية.
مقاطعة ريفية فقيرة
قويتشو تُعد مقاطعة ريفية فقيرة، بعيدًا عن المدن الكبرى مثل شنتشن وشنغهاي. وأظهرت لقطات غير مؤكدة تم تداولها على منصة X على حساب متابعة الاحتجاجات Yesterday Big Cat، قيام أحد القرويين بالصراخ قائلاً: إذا كانت الحزب الشيوعي يحفر قبور الأجداد، فلتبدأ بحفر قبور أسلاف شي جين بينغ أولاً.
وأظهرت لقطات أخرى جمعتها منظمة China Dissent Monitor (CDM)، التي ترصد حالات الاحتجاج في الصين، عشرات القرويين محيطين بسيارة شرطة خلال الاحتجاجات.
تمثل هذه الاحتجاجات تحديًا للثقافة التقليدية لسكان المنطقة من قومية المياو، التي تُلزم التقاليد بدفن الموتى بدلًا من حرقهم. وقالت الحكومة المحلية، الثلاثاء، إن التوجيه الذي يروّج للحرق بدلاً من الدفن يعود إلى قانون صدر عام 2003، ويهدف إلى الحفاظ على الأراضي وتشجيع نمط جنازة مقتصد.
ورغم جهود الحكومة الصينية لتقديم بدائل مثل الدفن البحري نتيجة لاكتظاظ المقابر، يرى العديد من الريفيين أن الدفن التقليدي جزء أساسي من ثقافتهم وتراثهم.
وأوضح أحد القرويين من مقاطعة شيفينغ أن جده تم حرقه سابقًا هذا العام بسبب ضغط المسئولين المحليين، محذرين الأسرة من أن عدم الامتثال قد يترتب عليه عواقب سلبية تمتد لثلاثة أجيال.
وقد أظهرت التعليقات على منصة Douyin دعمًا واسعًا للمحتجين، حيث كتب أحد المستخدمين: نعم جميعًا، لنقف مع الممارسات التقليدية للدفن!
وسجلت منظمة CDM هذا العام 661 احتجاجًا ريفيًا في الصين، بزيادة 70% علي عام 2024 بأكمله. وفي الربع الثالث من 2025، وثقت المنظمة نحو 1,400 حادثة احتجاج، بزيادة 45% عن نفس الفترة في العام السابق.
وفي بعض الحالات، مثل احتجاجات الحرق في قويتشو، يكون السبب الأساسي تدخل الدولة في مسألة شخصية للغاية بالنسبة للناس، كما قال كيفن سلاتن، رئيس فريق البحوث في CDM، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتجاجات لعدة أيام يُظهر حجم الإحباط الشعبي تجاه تدخل الدولة في مسائل التراث والعادات الشخصية.
يذكر أن الاحتجاجات الريفية في الصين غالبًا ما ترتبط بالصعوبات الاقتصادية والمطالب الاجتماعية، غير أن قضايا التراث والهوية الشخصية، كما في حالة قويتشو، تزيد من حدة التحرك الشعبي، ما يجعل الناس أكثر استعدادًا لتحمل مخاطر الاحتجاج.
ولم تُدلِ الحكومة المحلية في شيفينغ بأي تعليق حول الاحتجاجات المستمرة.

















0 تعليق