أكدت القيادية فاطمة إسحق بتجمع تحرير السودان أن دارفور تعيش تحت وطأة الانتهاكات منذ 2005، لافتة إلى أن مليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم ممنهجة ضد المدنيين، خاصة في الفاشر، شملت القتل والنهب والحرق والاغتصاب، وهي جرائم موثقة ومتداولة على نطاق واسع.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها “الدستور” تحت عنوان: "الفاشر.. سردية مدينة محاصرة إلى أين؟"، في إطار التغطية الإعلامية المستمرة للأوضاع الإنسانية والأمنية في دارفور، بالتزامن مع تدشين منصة هنا السودان، التي تهدف إلى توثيق الأحداث والممارسات الحقوقية في البلاد.
ودعت فاطمة إسحق خلال مشاركتها في ندوة الدستور بعنوان "الفاشر.. سردية مدينة محاصرة إلي إين؟"، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لحماية المدنيين، مؤكدة أن ما يجري لم يعد قابلًا للإخفاء أو التلاعب.
وأضافت القيادية بتجمع تحرير السودان:"أن المرأة في دارفور تحولت من ضحية إلى عنصر مقاوم وفاعل في المجتمع، حيث لعبت دورًا محوريًا في الدفاع المجتمعي، وقدمت نماذج مشرفة كالدكتورة حنان في مستشفى كاس في دارفور، التي كانت خير مثال للمرأة السودانية في تعاملها مع المصابين والجرحي والحالات الحرجة في ظل وضع نظام صحي منهار تمامًا وتحت الحصار".
أشارت فاطمة إسحق إلي تقريرًا صادرًا حول وجود 300 حالة إجهاض بالفاشر نتيجة الاغتصاب للنساء والفتيات من عناصر ميليشا الدعم السريع، مؤكدة أنه رغم صمت بعض النساء يعود للوصمة والخوف، ما يضع تحديًا أمام جهود التوثيق، إلا إن هناك العشرات من النساء والفتيات خرج إلي العالم عبر الوسائط المتعددة للإدلاء بشهادتهم بعد ترعضهم للاغتصاب.
وشددت القيادية بتجمع تحرير السودان على ضرورة دعم الكيانات النسائية والحقوقية لمساعدة الضحايا في الإدلاء بشهاداتهن وبناء ملفات قانونية قوية.
وتأتي الندوة لتسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي عاشتها مدينة الفاشر تحت الحصار، وتسعى إلى استعراض شهادات الناجين، ورصد الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، فضلًا عن تحليل الأبعاد السياسية والاجتماعية للحرب في دارفور.
كما تهدف إلى فتح نقاش جاد حول دور الإعلام الرسمي والشعبي في نقل الحقيقة، وإبراز تجربة الصحفيين والناشطين المحليين في مواجهة التضليل الإعلامي الدولي.
وجمعت الندوة بين الخبرة الصحفية والبحثية والسياسية، لتقديم سردية شاملة عن مدينة الفاشر، وتحديد مسارات التحرك الممكنة للمجتمع الدولي والمحلي، في محاولة لإضاءة قضية لم تحظَ بالاهتمام الكافي، رغم حجم المأساة الإنسانية التي شهدتها.















0 تعليق