أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم عن مقتل خمسة مقاتلين فلسطينيين قال إنهم خرجوا من أنفاق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال عملية عسكرية نفذتها قواته في المنطقة الشرقية للمدينة.
وأوضح الجيش في بيانه أن القوات رصدت هؤلاء المسلحين قرب ما وصفه بـ"بنية تحتية إرهابية تحت الأرض"، قبل أن يتم استهدافهم وقتلهم.
وأضاف البيان أن القتلى "يرجح أنهم خرجوا من شبكة الأنفاق في المنطقة الشرقية لرفح".
وأكد الجيش أن قواته التابعة لـ"القيادة الجنوبية" ما تزال منتشرة في المنطقة "وفق ترتيبات وقف النار"، وأنها ستواصل العمل لـ"إزالة أي تهديد فوري"، في إشارة إلى استمرار العمليات رغم الإعلان الرسمي عن وقف النار.
عمليات سابقة وزيادة التوتر
يأتي هذا التطور بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي عن قتل 11 فلسطينياً واعتقال 6 آخرين حاولوا الخروج من أنفاق رفح، ما يعكس استمرار التوتر في المنطقة رغم الهدوء النسبي المتوقع من وقف إطلاق النار.
وتتصاعد أزمة المقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق، الذين يبقون في حالة عزلة طويلة دون اتصالات مباشرة منذ شهور، وفق تقارير رويترز.
تفاهم أمريكي–إسرائيلي وخلافات التنفيذ
كشفت مصادر إسرائيلية عن تفاهم أمريكي–إسرائيلي يقضي بإخراج نحو 200 مقاتل من المنطقة، لكن تنفيذ هذا التفاهم يواجه عقبتين أساسيتين:
الأولى هي عدم تمكن الأطراف من إيجاد دولة توافق على استقبال المقاتلين،
والثانية أن عناصر كتائب القسام داخل الأنفاق قد لا يكونون على علم بوقف إطلاق النار.
هذا الغموض يحول الاتفاق النظري إلى مسألة صعبة التنفيذ على أرض الواقع، ويزيد من خطر اندلاع مواجهات جديدة.
مخاطر سياسية ودبلوماسية
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المقترح الأمريكي يهدف إلى نقل المقاتلين خارج القطاع لتجنب حملة عسكرية واسعة في رفح، لكن غياب التوافق الدولي والإقليمي يعرقل تنفيذ الفكرة ويحولها إلى أزمة دبلوماسية إضافية.
وتخشى الأطراف المعنية أن يؤدي أي تحرك لإخراج المقاتلين، من دون ضمانات تواصل معهم أو ترتيبات أمنية دقيقة، إلى اشتباكات قد تقوض وقف النار الهش.
وفي السياق نفسه، نقلت تقارير أن جاريد كوشنر طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بخروج المقاتلين من الأنفاق دون أسلحة، مؤكداً أن واشنطن ترفض تصفيتهم، ما يعكس حساسية الوضع على الصعيدين الأمني والدبلوماسي.
الأنفاق نقطة احتكاك رئيسية
العملية الأخيرة في رفح تؤكد أن الأنفاق ما تزال تشكل نقطة احتكاك رئيسية بين الطرفين، وأن التحديات أمام تنفيذ أي اتفاق أو تهدئة طويلة الأمد ما زالت كبيرة.
وبينما يسعى الجيش الإسرائيلي للحفاظ على الأمن في المنطقة الشرقية، تظل الأزمة الإنسانية والسياسية للمقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق مفتوحة، في ظل عدم وضوح آليات إخراجهم أو ضمان سلامتهم، ما يجعل أي تصعيد محتمل واردًا في أي لحظة.

















0 تعليق