مختلفة خالص.. الحكاية الكاملة لمقتل شيماء جمال بين الحقيقة وما قدّمه مسلسل ورد وشوكولات

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عاد اسم المذيعة الراحلة شيماء جمال إلى الواجهة مجددًا بعد عرض إحدى حلقات مسلسل ورد وشوكولاتة، التي تضمنت مشهدًا دراميًا لقتل زوجة على يد زوجها وصديقه بطريقة بدت شديدة الشبه بالجريمة الحقيقية التي هزّت مصر في يونيو 2022.

ورغم التقاط العمل الدرامي لروح الواقعة، فإن الفارق بين القصة الحقيقية وما عُرض على الشاشة كبير، سواء في الدوافع أو أسلوب التنفيذ أو التفاصيل التي كشفتها تحقيقات النيابة العامة.

وفيما يلي تقرير شامل بالحكاية الكاملة كما وردت في التحقيقات الرسمية، ثم مقارنة دقيقة مع ما ورد في الدراما.

أولًا: القصة الحقيقية كما كشفتها أوراق القضية رقم 10229 لسنة 2022

1. خلافات وضغوط انتهت بالقتل

بحسب اعترافات المتهم الأول أيمن عبدالفتاح محمد حجاج – وهو قاضٍ بدرجة نائب رئيس مجلس الدولة – فإن علاقته بزوجته شيماء جمال شهدت توترًا شديدًا في الشهور الأخيرة بسبب:

كثرة طلباتها المالية وارتفاع نفقاتها.

تهديدها المتكرر له بكشف زواجهما السري أمام أسرته وزملائه.

تهديدها له بتصوير مقطع فيديو داخل غرفة النوم واستغلاله ضده.

هذه الضغوط – وفق التحقيقات – دفعت المتهم إلى قرار التخلص منها خشية تهديد مكانته الوظيفية والاجتماعية.

2. شريك في التنفيذ

لجأ المتهم لصديقه حسين محمد إبراهيم الغرابلي، الذي تجمعه به معاملات تجارية ويحتاج إلى المال بشدة، فعرض عليه مشاركته في الجريمة مقابل مبالغ مالية.

3. التخطيط المسبق للمسرح

من التحقيقات يتضح أن المتهمَيْن:

اشتريا أدوات التنفيذ: كوريك – فأس – حامل أتربة – سلسلة حديدية – مادة كيميائية حارقة.

استأجرا مزرعة في منطقة البدرشين بعيدة عن الأنظار.

حفرا حفرة كبيرة قبل يومين لتكون مكان دفن الجثمان.

4. استدراج الضحية

أوهم أيمن حجاج زوجته بأنه سيُريها مزرعة جديدة اشتراها من أجلها، وأنهما على وشك بدء “صفحة جديدة”.

وفور دخولها، أغلق المتهم الثاني البوابة.

5. تنفيذ الجريمة

وفق التحقيقات:

باغتها المتهم الأول بالضرب على الرأس بمقبض السلاح.

أمسك بها المتهم الثاني وأسقطها أرضًا وثبّت أطرافها.

استخدم المتهم الأول إيشاربًا لخنقها، ثم لف سلسلة حديدية حول رقبتها للتأكد من وفاتها.

جرداها من متعلقاتها ودفنا الجثمان داخل الحفرة.

سكبا مادة كيميائية حارقة لإخفاء معالم الجثة.

6. الأدلة التي حسمت القضية

أبرز الأدلة:

اعترافات المتهم الثاني أولًا، ثم اعتراف المتهم الأول.

شهادة 10 شهود، منهم صاحب المتجر الذي اشترى منه المتهمان أدوات الجريمة.

تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن الوفاة نتيجة “كتم النفس والضغط على العنق”.

بصمات وراثية على أداة الخنق.

تتبع شرائح الهواتف التي أثبتت وجود المتهمين والمجني عليها في نطاق المزرعة وقت الجريمة.

7. النظر أمام محكمة الجنايات

وبعد إحالة القضية، صدر حكم الإعدام على المتهمين، ونُفّذ حكم الإعدام في أغسطس 2025 داخل سجن الاستئناف.

ثانيًا: كيف اختلفت الحقيقة عن مسلسل ورد وشوكولاتة؟

1. الدافع

المسلسل:

قدّم الدافع باعتباره “غيرة وخلافات زوجية وانهيار العلاقة”، في إطار درامي مبسط يناسب العمل الفني.

الحقيقة:

الدافع الأساسي – وفق التحقيقات – كان التهديد بالفضيحة والسقوط الوظيفي، وابتزاز مالي مستمر، وتهديد بتصوير علاقة زوجية.
هذه التفاصيل لم تُعرض في المسلسل لأنها حسّاسة ومقيدة قانونيًا.

2. شخصية الزوج

المسلسل:

الزوج يظهر كرجل عادي يعاني اضطرابات نفسية وغضبًا وانفعالًا.

الحقيقة:

الزوج كان قاضيًا في منصب حساس، وهو ما ضاعف خطورة التهديدات التي تعرض لها، وأثر على قرار النيابة، وشكل جزءًا من الدافع الأساسي للجريمة.

هذا الجانب لم يُستخدم في المسلسل تجنبًا للتلميحات لمؤسسة قضائية.

3. الشريك في الجريمة

المسلسل:

ظهر “شريك” بشكل عابر ولم يتم التركيز على دوره.

الحقيقة:

الشريك حسين الغرابلي كان عنصرًا أساسيًا في التنفيذ، وهو أول من اعترف وأرشد إلى الجثة.

دوره محوري في القضية الحقيقية.

4. طريقة القتل

المسلسل:

الزوج وشريكه يضربان الزوجة على الرأس ويخنقانها سريعًا قبل دفنها.

الحقيقة التفصيلية:

الجريمة كانت أكثر قسوة وتعقيدًا، وشملت:

ضربات متتالية على الرأس.

إسقاطها أرضًا وتقييدها.

خنق بالإيشارب.

إحكام الخنق بسلسلة حديدية.

استخدام مواد كيميائية لإخفاء آثار الجثمان.

5. الأدوات

المسلسل:

أدوات القتل ظهرت رمزية ومحدودة.

التحقيقات:

الجرائم استخدمت أدوات متعددة، جميعها موثّقة بشهادة البائع.

6. موقع الجريمة

المسلسل:
“شقة مهجورة” أو مكان شبه منزلي.

الحقيقة:
مزرعة بعيدة في منطقة البدرشين، جرى تجهيزها مسبقًا بحفر حفرة للدفن.

7. نهاية القضية

المسلسل:
لم يُظهر تفاصيل التحقيق أو الأحكام.

الحقيقة:
تم تنفيذ حكم الإعدام بعد مراجعات قضائية متعددة، وهي نقطة جوهرية في مسار القضية.

القصة الحقيقية لمقتل شيماء جمال تختلف جذريًا عن المعالجة الدرامية في المسلسل، رغم التشابه في لحظة القتل.
فالدراما قدمت نسخة مبسطة تصلح للشاشة، بينما تكشف التحقيقات أن الجريمة كانت أكثر تخطيطًا وتعقيدًا، بمشاركة شخصين، وبأدوات متعددة، ودوافع ترتبط بالسمعة والسلطة والابتزاز، وليست مجرد خلاف عاطفي كما ظهر في العمل الفني.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق