يبقى عماد حمدي (25 نوفمبر 1909 - 28 يناير 1984)، واحدًا من أعمدة السينما المصرية، إلا أن كثيرين لا يعرفون الكثير عن حياته خارج الشاشة، أو عن البدايات الصعبة التي واجهته قبل أن يصبح "فتى الشاشة الأول".
بعيدًا عن الشهرة، كانت حياته مليئة بالتحديات والقصص الإنسانية التي شكلت شخصيته وأثرت في أدائه الفني.
نشأة عماد حمدي
ولد محمد عماد الدين حمدي في 25 نوفمبر 1909 بمحافظة سوهاج، وكان له أخ توأم اسمه عبد الرحمن. عمل والده مهندسًا بهيئة السكة الحديد، وتزوج من فرنسية أحضرها إلى مصر، ما أتاح لعماد حمدي التعلم في بيئة متعددة الثقافات، وتخرج من كلية التجارة وبدأ عمله موظفًا في مستشفى أبو الريش، حيث اكتشف شغفه بالتمثيل من خلال انضمامه إلى جمعية أنصار التمثيل والسينما.
بدايات عماد حمدي.. بعيدًا عن الفن
قبل أن تصبح الشاشة هي بيته الثاني، عمل عماد حمدي كرئيس حسابات ثم مدير إنتاج في "ستوديو مصر"، وهي تجربة منحته معرفة واسعة بداخل صناعة السينما، ومن الطرائف التي لا يعرفها الكثيرون، أنه بدأ مسيرته الفنية بأفلام توعوية قصيرة كلفته بها وزارة الصحة لتوعية المواطنين عن أخطار البلهارسيا، ما أتاح له فرصة للوقوف أمام الكاميرا لأول مرة.
اللقاء الحاسم والتحول للسينما لـ عماد حمدي
التقى عماد حمدي بمصادفة الفنان التشكيلي كامل التلمساني، الذي قرر خوض تجربة الإخراج السينمائي واختار عماد لبطولة فيلمه "السوق السوداء" عام 1944، وكان عمره حينها 35 عامًا، وعلى الرغم من سقوط الفيلم في ليلة عرضه بسبب حماس الجمهور وحركة المقاعد، إلا أن أداء عماد حمدي لفت الأنظار وبدأت مسيرته تتسارع مع أفلام مثل "دائمًا في قلبي" (1946)، و"سجي الليل" (1947)، و"وداعًا يا غرامي" (1950)، وصولًا إلى "شاطئ الذكريات" (1955).
الجانب الشخصي المؤثر في حياة عماد حمدي
لم يعرف الكثيرون أن وفاة أخيه التوأم عبد الرحمن أثرت على حياته تأثيرًا عميقًا، ما جعله يعتزل أحيانًا ويدخل في حالة من العزلة والاكتئاب.
كما أنه تزوج عدة مرات؛ من الراقصة حورية محمد، ثم من فتحية شريف التي أنجب منها نادر، ثم من شادية، وأخيرًا من نادية الجندي التي أنجب منها هشام، وهذه التجارب الشخصية الصعبة انعكست على عمق مشاعره وأدائه الفني، وجعلت أدواره أقرب للواقع الإنساني المعقد.
أهم أعماله السينمائية
عرف عماد حمدي بقدرة كبيرة على أداء أدوار متنوعة، وتميز بالتوازن بين الرومانسية والدراما والكوميديا، ومن أبرز أفلامه: "أنا الماضي"، "حياة أو موت"، "موعد مع السعادة"، "بين الأطلال"، "الرباط المقدس"، "الرجل الذي فقد ظله"، "خان الخليلي"، "ميرامار"، "ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ، "الرجل الآخر"، "المذنبون"، وكان آخر أعماله فيلم "سواق الأوتوبيس" عام 1982.














0 تعليق