البابا تواضروس الثانى: بلادنا مباركة ومقدسة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر احتفالاتها التي بدأت الثلاثاء الماضي وتنتهي السبت المقبل، بمرور 17 قرن على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول.

 وشهد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم، فعاليات اليوم الثالث من احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول.

روساء وممثلي الطوائف يشاركون في الاحتفالية

وأقيمت فعاليات اليوم الثالث في الساحة الخارجية للكاتدرائية، وحضرها رؤساء وممثلو كنائس الأرمن الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك والموارنة والكلدان والأرمن والكنائس الإنجيلية والروم الأرثوذكس والسريان الكاثوليك واللاتين ونائب سفير الڤاتيكان.

كما حضرها عدد كبير من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة، والآباء الكهنة والرهبان وحوالي ١٥٠٠ من أبناء الكنيسة من كافة الأعمار.

سكرتير المجمع المقدس يسرد فضائل التى يتميز بها البابا 

وألقى نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وسكرتير المجمع المقدس كلمة المجمع المقدس هنأ في بدايتها قداسة البابا بعيد تجليسه، وتناول فضائل يتميز بها قداسته من خلال الآية "اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ" (مت ١١: ٢٩).

وتضمنت الاحتفالية عرض فيلم بعنوان "الصخرة" بمشاركة من كورالات فيك الحياة (الإسكندرية) ومار أفرام السرياني (القاهرة) وثمر شفاه (سوهاج) وأوبريت "the break" من كنيسة السيدة العذراء بالفجالة.

واختتمت الاحتفالية بكلمة رائعة لقداسة البابا قال فيها: "هذه الأمسية الممتعة والمبدعة بكل ما فيها من تفاصيل  تُظهر صفحة من صفحات التاريخ المسيحي على مستوى العالم كله، كيف تنظر له  الكنيسة القبطية وكيف ترى التاريخ والإيمان والأحداث، وفوق هذا كله كيف ترى يد الله التي تعمل والتي تضبط كل شيء".

أرض مصر ارض ذات تاريخ طويل

وقال البابا تواضروس الثاني في كلمته: "أرحب بكم أيها الأحباء باسم آباء المجمع المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وباسم الآباء الكهنة والشمامسة وكل الشعب نرحب بكل ضيوفنا الكرام من الكنائس المسيحية إخوتنا وبكل الحضور وبكل المشاركة والمحبة التي تجمعنا هنا جميعًا على أرض مصر، الأرض الطيبة ذات التاريخ الطويل والغني بكل أحداثه".

وتابع: "أشكر نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وسكرتير المجمع المقدس على الكلمات الطيبة التي قدمها، والحقيقة أن زيارة أسيوط تُعتبر علامة في تاريخنا المعاصر بكل التفاصيل كما ذكرها نيافته وكما شاهدتموها جميعًا عبر الشاشات، وكما شعرت بها شخصيًا في هذه الزيارة الجميلة والتي اعتبرها أجمل ما حدث في العام الثالث عشر لتجليس ضعفنا في الكنيسة القبطية".

أشكر كل العروض الجميلة الرائعة ذات الأفكار المتميزة، يوم الثلاثاء والأربعاء واليوم تم تقديم عرض كبير، والعروض كلها تدور حول هذه العبارة "مجمع نيقية إيمان حي"، وبالرغم من أن الموضوع واحد لكن معالجته وزواياه تتنوع من عرض لآخر، عروض رائعة ومبهرة وزاد من روعتها اللغات التي استمعنا إليها والأحداث التي ربما لم تكن واضحة في  تاريخ المجمع وظهرت أمامنا ورأيناها، وكأن التاريخ صار حيًا أمامنا اليوم.

تنوع العروض المشاركة يظهر جمال التاريخ 

وأضاف: "نشكر كل الفرق التي قدمت هذه العروض من القاهره والإسكندرية والصعيد، المشاركه كبيرة ومن كنائس كثيرة وهذا شيء يفرحنا ويقوينا ويُظهر جمال التاريخ أمامنا وكيف أننا أبناء هذا الزمان  نحفظ الوديعة المسلّمة لنا من القديسين من آبائنا إلى اليوم ونعيشها ونطبقها ونحافظ عليها وسوف نسلمها للأجيال التي تأتي بعدنا".

وتابع: "مجمع نيقية المسكوني حدث هام جدًا في التاريخ المسيحي على مستوى العالم كله، وهذا الحدث يمتلئ بالدروس، نرى فيه التناغم والإيمان الذى لا يهتز والمحبة التى لا تسقط أبدًا، وعلى هذا الطريق تسير كنيستنا من جيل إلى جيل ومن حبرية الى حبرية بهذه الصورة الرائعة".

البابا الحوار يحل المشكلات

وأكد البابا أن الحوار يحل كثير من المشكلات لأن البديل للحوار هو الشجار "ثقافة الشجار"  أو الخصام  "ثقافه الجدار" لكن الأهم هي ثقافه الحوار، في الحوار نتناقش بالمحبة والإيمان والأهم بالكتاب المقدس الذي هو أصل وقاعدة إيماننا.

وتابع: "احتفلنا في الفترة الأخيرة بمجمع نيقية على مستويات عديدة، احتفلنا به على مستوى الكنائس الأرثوذكسية السريانية والأرمنية والقبطية في قداس مشترك في شهر مايو الماضي، وكانت هناك احتفالات كثيرة في مصر وخارج مصر عن مجمع نيقية بأشكال كثيرة، كما عّقد المؤتمر الدولي السادس لمجلس كنائس العالم هنا في مصر احتضنته الكنيسة المصرية وهو مؤتمر شارك فيه أعداد كبيرة وكنائس كثيرة، وجوده على أرض مصر له أهمية خاصة فعلى أرض مصر ظهرت المشكلة "آريوس" وظهر البطل "أثناسيوس" وعولجت المشكلة ولذا كان لابد أن يعقد هذا المؤتمر في مصر".

مصر حافظت على الايمان المستقيم

وتابع: مصر التي احتضنت الإيمان حافظت عليه مستقيمًا منذ القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الواحد والعشرين، نجد نفس الخط ونفس الاستقامة ونفس القوه وهذا عمل الله  وليس عمل إنسان "عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت ١٦: ١٨)، هذا الوعد يقدمه الله لنا ونحن نؤمن به وبقوته.

بلادنا زارتها العائلة المقدسة

وأضاف: "نشكر الله الذي يعطينا في بلادنا سلامًا واستقرارًا وازدهارُا، نشكر الله على المحبة الكبيرة التي تجمعنا جميعًا كمصريين نحيا على أرض مصر في هذا الوطن الغالي، نشكر الله أن بلادنا مباركة ومقدسة من خلال العائلة المقدسة التي جاءت وسكنت وعاشت وزارت مواضع كثيره في بلادنا الحبيبة مصر". 
 

واختتم: "نشكر الله على كل هذه الإنجازات التي نقرأ عنها ونسمعها ونعيشها خلال الشهر الماضي والحاضر بصورة مذهلة أمام العالم كله، هذه هي مصر، مصر التي تنتج الأبطال وتحرك التاريخ ولها دور ريادي في العالم المسيحي وافتخارنا بمصر هو الذي جعلني أقول دائمًا أن كل بلاد العالم في يد الله، أما مصر فهي في قلب الله، وهذه نعمة خاصة نتمتع بها جميعًا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق