مع بداية الموسم الشتوى، تشهد المقاصد السياحية المصرية خاصة انتعاشة قوية تعكس تحسن البنية التحتية وتنوع المنتجات والزخم العالمى المصاحب للترويج للمتحف المصرى الكبير.
وأكد خبراء القطاع أن الأشهر القليلة المقبلة مرشحة لتحقيق واحد من أفضل مواسم الشتاء خلال السنوات الأخيرة، خاصة فى المدن الثقافية بالصعيد ومدن البحر الأحمر، معتبرين أن الموسم الحالى يشهد حالة من التوازن بين السياحة الثقافية فى القاهرة والأقصر وأسوان، والسياحة الشاطئية فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، مدعومة بارتفاع الطاقة المقعدية للطيران، وتنوع الفعاليات، والتحسن الملحوظ فى منظومة الخدمات السياحية. وأكد محمد حسنين، رئيس جمعية السياحة الثقافية، أن الحملة الترويجية الضخمة للمتحف المصرى الكبير انعكست بشكل مباشر على الطلب المتزايد على البرامج الثقافية، موضحًا أن المتحف أصبح واجهة دعائية عالمية لمصر.
وقال «حسنين» إن شركات السياحة ومنظمى الرحلات الأجانب أعادوا ترتيب برامجهم اعتمادًا على هذا الزخم، كما أنهم رفعوا بالفعل من حصصهم لرحلات القاهرة والأقصر وأسوان خلال الموسم الشتوى الخالى، مشيرًا إلى أن السائح أصبح يشعر بأن مصر مزار سياحى ووجهة استثنائية يضعها فى صدارة المقاصد الثقافية عالميًا.
وأوضح أن نسب الإشغال الفندقى فى القاهرة ومدن الجنوب، خاصة الأقصر وأسوان، بدأت فى الارتفاع مع تحسن الطلب، خاصة على الفنادق المطلة على النيل والبرامج الثقافية الممتدة، إلى جانب تنامى حركة الرحلات النيلية وتشغيل الفنادق العائمة.
وأضاف: «أسهمت الدولة خلال السنوات الأخيرة فى رفع كفاءة البنية الأساسية الداعمة للسياحة الشتوية، خاصة فى صعيد مصر، وشملت أعمال التطوير رفع كفاءة المراسى النيلية لاستقبال المزيد من الفنادق العائمة وتأمين حركة الرحلات بين الأقصر وأسوان».
وتابع: «تم تحديث الفنادق العائمة وإخضاعها لمعايير جودة أعلى، ما أسهم فى تحسين تجربة السائح على متن (النايل كروز)، وتطوير شبكة الطرق المؤدية إلى المدن السياحية، سواء الطرق المؤدية للأقصر وأسوان، أو المحاور الرابطة بين الغردقة والصعيد، ما سهّل حركة السياح ورفع معدلات الرحلات اليومية. وتعزيز الخدمات بالمطارات الإقليمية وزيادة الرحلات المباشرة من الأسواق الأوروبية». وأكمل: «لعبت الحملات الترويجية بالخارج خاصة فى ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا دورًا مهمًا فى رفع الوعى بالمقصد المصرى خلال موسم الشتاء، عبر محتوى بصرى قوى وحملات مشتركة مع كبرى منظمى الرحلات».
فى السياق ذاته، قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن الأقصر وأسوان تواصلان تصدر قائمة أهم الوجهات الشتوية عالميًا، مؤكدًا أن الطقس المعتدل والثروة الأثرية الفريدة يجعلان المدينتين «العنوان الرئيسى للسياحة الشتوية كل عام».
وأوضح أن تحسين الطرق بين البحر الأحمر والصعيد ساعد فى مضاعفة حركة هذه الرحلات، وجعل التجربة أكثر راحة وسرعة للسائحين.
فى الوقت نفسه، أكد الدكتور سعيد البطوطى، عضو مفوضية السفر الأوروبية، أن المقاصد السياحية تشهد خلال الموسم الشتوى الحالى، ارتفاعًا ملحوظًا فى نسب الحجوزات وكذلك الإشغالات، مدعومة بانتعاش الحركة السياحية فى القاهرة والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، إلى جانب الزخم العالمى المصاحب للترويج للمتحف المصرى الكبير. وفى ظل هذا التحسن اللافت.
وأشار إلى أن نجاح الموسم الشتوى يتطلب الاستفادة من اللحظة الإيجابية التى يمر بها القطاع، خاصة مع ارتفاع الإشغالات فى الأقصر وأسوان وانتعاش الرحلات النيلية وزيادة الإقبال من الأسواق الأوروبية.
وبيّن أن مصر حققت نجاحًا كبيرًا هذا الموسم بفضل الحملات الترويجية الدولية، وعلى رأسها الحملة المصاحبة للمتحف المصرى الكبير، التى أسهمت فى رفع الطلب الأوروبى وزيادة الإشغالات فى مدن الجنوب والبحر الأحمر.












0 تعليق