صنّاع «بنات الباشا»: الجمهور أحب العمل.. والحكاية صرخة تعبر عن مدى هشاشة النساء فى مجتمع قاسٍ

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى واحدة من أكثر اللحظات تفاعلًا فى الدورة الـ٤٦ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية العرض العالمى الأول لفيلم «بنات الباشا» للمخرج محمد «ماندو» العدل، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.

الفيلم، المأخوذ عن رواية للكاتبة نورا ناجى، حمل منذ لحظاته الأولى ملامح تجربة مختلفة، يختلط فيها الوجع النسائى بالمواجهة، والبحث عن العدالة مع الصمت الطويل الذى يحكم حياة النساء فى مجتمع لا يمنحهن صوتًا إلا بشق الأنفس.

تدور أحداث «بنات الباشا» فى مدينة طنطا عقب تفجير كنيسة فى حادث إرهابى يهز المجتمع، وفى قلب هذه الأزمة، يكتشف العاملون فى مركز تجميل «الباشا» جثمان «نادية» فى واقعة تبدو كأنها انتحار.

ومن هنا تبدأ دوامة من الذكريات والاعترافات، وتظهر هشاشة العلاقات داخل هذا المجتمع المصغّر الذى يحكمه رجل واحد هو «الباشا»، الذى يسعى بكل الطرق، القانونية وغير القانونية، إلى الحفاظ على سمعة المركز.

وتحاول العاملات تجهيز «نادية» للدفن سرًا، لكن كل محاولة تفتح جرحًا جديدًا، وتكشف عن مأساة تخص إحداهن، فيتحول الفيلم إلى «دفتر اعترافات» واسع، لا يخص طنطا وحدها، بل يعكس واقع نساء كثيرات فى أماكن مشابهة.

«الدستور» التقت أبطال العمل ليكشفوا عن تفاصيله وكواليسه وسر عرضه ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

أحمد مجدى:  أنا العنصر الرجالى الوحيد.. لذا كان المجهود مضاعفًا

أشاد الفنان أحمد مجدى بمخرج العمل، قائلًا: «ماندو العدل نجح فى أن يحول الرواية لعمل سينمائى ويحافظ على روحها دون أن تفقد قوتها».

ورأى مجدى أن الفيلم يمثل تحديًا فنيًا، لأنه يمزج بين المأساة والدراما النفسية، فى بيئة مغلقة تقريبًا، لكنها مليئة بالتفاصيل.

وقال: «الأعمال المأخوذة عن روايات تحمل طابعًا خاصًا وتحديات متعددة.. كل عناصر الفيلم متكاملة، وممتن جدًا لتلك التجربة، وسعيد بعرض الفيلم ضمن مهرجان القاهرة السينمائى.. هذا شرف كبير لنا جميعًا».

وأضاف أن وجوده كعنصر رجالى وحيد فى الفيلم تطلب منه مجهودًا مضاعفًا فى الشخصية.

ناهد السباعى: مقارنتى فى الغناء بجدودى محمد فوزى وهدى سلطان أرعبتنى

أشارت الفنانة ناهد السباعى إلى أنها تدربت على الغناء لتستطيع تجسيد الشخصية التى تقدمها خلال العمل.

وأضافت ناهد: «كنت مرعوبة من فكرة أن يقارننى أحد بجدى محمد فوزى أو جدتى هدى سلطان.. لكن الحمد لله الجينات أنقذتنى ولم أتورط فى النشاز».

ورأت أن وجود الفيلم فى مهرجان القاهرة خطوة مهمة جدًا: «المهرجان بيدى للأعمال قيمة إضافية».

وقالت إنها تجسد شخصية داخلها حزن دفين؛ لأنها تحاول أن تكون سوية لكن المجتمع الذى تعمل فيه يفرض عليها العديد من الضغوطات.

وأشارت إلى أنها لم تتردد لحظة فى قبول الدور، مؤكدة أن الأعمال المأخوذة عن روايات أدبية، رغم صعوبتها، تكون قوية ومؤثرة، وأضافت: «أعشق الروايات التى تقدم فكرًا مختلفًا وتناقش قضايا مهمة».

وذكرت أن الدور ملىء بالصعوبات، وكانت لديها مشاهد صعبة كثيرة، مثل مشهد محاولة الانتحار، ومشهد الحمام المغربى رغم وجود جثة بالمكان، وأيضًا مشهد محاولة تغسيل نادية: «كلها مشاهد كانت بها أحاسيس ومشاعر متضاربة احتاجت منى مذاكرة جيدة وبذل مجهود مضاعف».

وأشادت بفريق العمل ككل: «بحب أشتغل مع الستات.. وأجواء الفيلم كلها حب»، وشكرت مهرجان القاهرة على منحهم هذه الفرصة العظيمة ليكون العرض الأول للفيلم من خلاله، واعتبرت مشاركتها فى الفيلم محطة مميزة فى مشوارها الفنى.

صابرين: الدور أخافنى فالشخصية تتعرض لصدمات نفسية عديدة

شكرت النجمة صابرين المخرج ماندو العدل لأنه وثق فيها ومنحها فرصة تقديم هذا الدور المختلف، فنيًا وإنسانيًا، مشيرة إلى أنها تثق فيه ثقة عمياء لأنه يحترم مهنته وعمله، وزملاءه فى اللوكيشن.

وأضافت صابرين: «حين اتصل بى لأول مرة تعجبت من اختياره لى، لكن ثقتى فيه كانت أكبر من أى تردد. ماندو من المخرجين الذين يعطون كل ممثل حقه، وأنا أشكره من قلبى. كما أشكر هشام عبية على السيناريو الرائع، وسعيدة بأننا نجسد رواية عظيمة حصدت جائزة».

وأشارت إلى أن الرواية الأصلية للكاتبة نورا ناجى تركت أثرًا قويًا على فريق العمل، خاصة بعد أن أخبرتهم صاحبة الرواية بأنها رأت نفسها وقصتها فيهم، ما جعل التجربة مهمة ومؤثرة وعميقة جدًا، حتى لو لم يكن الفيلم تجاريًا، لكنه تجربة شديدة الخصوصية. وأكدت أن الدور جديد تمامًا عليها، وأنها كانت خائفة لأن الشخصية تتعرض لعدة صدمات نفسية تجعلها واحدة من أكثر شخصيات العمل حساسية، مشيرة إلى أن الشخصية مليئة بالتحديات وكانت لغزًا بالنسبة لها فى كل تفاصيلها من الشكل وطريقة المشى والتعامل، وكانت بها صعوبات كبيرة، ما شجعها على تقديمها.

وأضافت أنها سعدت بالعمل مع الكاست ككل لأنهم موهوبون ونجوم كبار، مبينة أن كواليس الفيلم كانت دافئة ومرِحة، معربة عن سعادتها وفخرها لعرض الفيلم للمرة الأولى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مؤكدة أن ذلك منح الفيلم الصبغة الدولية.

زينة:  أنا مديرة صالون تجميل تواجه صعوبات كثيرة

أكدت الفنانة زينة أنها استمتعت بالمشاركة فى هذا العمل، موجهة الشكر لكل من شارك فى صناعة هذا الفيلم.

وأضافت زينة: «زادت سعادتى بمشاركة العمل فى مهرجان القاهرة.. ده مهرجان بلدى، والمشاركة فيه جائزة كبيرة فى حد ذاتها».

وقالت إنها تجسد شخصية مديرة صالون تجميل فى طنطا تقع تحت ضغوط اجتماعية تجبرها على اتخاذ قرارات تمس حياتها العاطفية والإنسانية، ما يمثل أحد أهم مصادر التوتر داخل الفيلم.

ولفتت إلى أن هناك تناغمًا بينها وبين المخرج ماندو العدل: «أعشق العمل معه»، مشيرة إلى أن الشخصية تمر بتحولات نفسية صعبة، لذا حرصت الفنانة على قراءة الرواية الأصلية.

وأوضحت: «الشخصية تبدو قوية لكنها هشة للغاية»، وذكرت أن المجتمع يحتاج لمثل تلك الأعمال التى تسلط الضوء على قضايا المرأة. وأكدت: «شخصية جيجى تواجه أسئلة جوهرية عن الحرية والاختيار، ورحيل نادية ترك أثرًا عميقًا داخلها، لذلك أحببت أن أقدم شخصية تكسر الصور النمطية وتكشف قوة المرأة فى مواجهة قسوة الظروف».

مريم الخشت: مشهد الانتحار مؤلم وجرى تقديمه بصدق

قالت الفنانة مريم الخشت، إن فيلم «بنات الباشا» تجربة مهمة بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها عندما علمت بأن الفيلم مأخوذ عن رواية قررت قراءتها فورًا، وتعتبرها الآن من أكثر الروايات التى تحبها.

وأضافت مريم: «أنا سعيدة لأن أول مشاركة لى فى فيلم روائى طويل تكون من خلال عمل يُعرض فى مهرجان القاهرة».

وأكدت: «الدور يختلف تمامًا عن أى شخصية قدمتها من قبل.. الرواية جميلة والشخصيات عميقة ومليئة بالتفاصيل».

ولفتت إلى أن وجود البطولات النسائية ليس مفاجأة بالنسبة لها: «من الطبيعى أن تكون هناك بطولات نسائية».

وتابعت: «المشاركة فى المسلسلات مهمة، لكن السينما لها طعم خاص»، وعن مشهد الانتحار قالت: «كان مشهدًا صعبًا ومؤلمًا.. كان من الضرورى أن نقدمه بشكل صادق يليق بوجع الشخصية».

وأضافت: «أنا سعيدة لأن الفيلم يناقش قضايا نسائية مهمة وحساسة جدًا وجميعها جديدة.. لا بد من الاشتباك مع الواقع».

ماندو العدل: قلّلنا عدد البطلات لتقديم الحدوتة بشكل أصدق.. وفخور بعرضه فى «آفاق»

عبّر المخرج ماندو العدل عن سعادته لأن الجمهور أحب «بنات الباشا»، موجهًا الشكر للكاتب محمد هشام عبية على النسخة النهائية من السيناريو، قائلًا: «اشتغلنا عليه كتير جدًا ليخرج بهذا الشكل فى النهاية للجمهور». وكشف «العدل» أن الرواية الأصلية كانت تضم قصصًا لعشر سيدات، ما جعله يتخذ قرارًا صعبًا، مضيفًا: «اتفقنا مع هشام عبية على تقليص عدد البطلات لأنه من المستحيل تقديم كل القصص فى فيلم واحد، وقررنا دمج شخصيات كثيرة لنعرض القضايا بشكل واضح وصادق». وأوضح أن هذا التكثيف كان مغامرة، قائلًا: «كان عندنا زمن واحد نحكى فيه… وده فرض علينا الدمج والتقليل، لكن بدون ما نخسر روح الرواية أو عمق الشخصيات»، مضيفًا: «أنا فخور جدًا إن الفيلم بيتعرض ضمن مسابقة (آفاق) فى بلدى وفى مهرجان بحبه وبيحبنى». وكشف عن سبب انتحار شخصية «نادية»، إحدى بطلات العمل التى جسدتها الفنانة مريم الخشت، قائلًا: «نادية كانت رمزًا للبراءة والطهارة، وكانت بتحاول تحيى اللى حواليها طول الوقت. ولما حسّت إن وجودها ما بقاش له لازمة قررت تغادر الحياة»، مبينًا أن انتحارها ليس حدثًا دراميًا فقط، بل صرخة تعكس هشاشة النساء فى مجتمع قاسٍ.

هشام عبية: دمجت قصص 10 نساء فى عدد من الشخصيات

قال مؤلف السيناريو والحوار محمد هشام عبية، إن الفيلم يتميز بالجرأة، مشيرًا إلى أنه استفاد من خبرته الصحفية فى التعامل مع الخطوط الحمراء بطريقة فنية.

وأوضح عبية: «بحكم كونى صحفيًا، لدىّ خبرة فى ملامسة الموضوعات الحساسة، كما أن الرقابة آمنت بأهمية العمل».

وأشار إلى أن دمج قصص عشر شخصيات نسائية فى عدد محدود من الشخصيات كان من أصعب مراحل كتابة السيناريو، مضيفًا: «اخترنا زمنًا واحدًا للحكايات لنحافظ على اتساق البناء الدرامى، وحرصنا على التعبير عن كل شخصية بعمق وبأكبر قدر من التفاصيل الممكنة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق