يواجه الجيش الإسرائيلي في واحدة من أكثر أزماته إحراجًا منذ سنوات، بعد انفجار موجة طلبات التقاعد المبكر وإنهاء الخدمة بين صفوف الضباط، في مشهد يعكس عمق التصدعات داخل المؤسسة العسكرية.
صحيفة معاريف نقلت أن البرلمان ناقش صباح الأربعاء ظاهرة “الهروب الجماعي” للضباط، في جلسة شهدت الكثير من القلق واعترافات صريحة بأن الأمور خرجت عن السيطرة.
الانسحاب التكتيكي
وفق النقاشات، يخشى كبار الضباط — برتبة مقدم فما فوق — أن يطاولهم قرار محكمة العدل العليا بإلغاء مكافآت رئيس الأركان، ما يعني انخفاضًا كبيرًا في معاشاتهم.
النتيجة؟ عشرات الضباط قرروا “الانسحاب التكتيكي” قبل فوات الأوان، حتى لو اضطروا للتخلي عن ترقية كانوا ينتظرونها منذ سنوات.
أرقام تكشف حجم الانهيار
المقدم الركن ليئات ليشيم صرحت أمام اللجنة قائلة: "هناك 300 جندي تقدّموا رسميًا بطلبات للتقاعد، و300 آخرون ينتظرون الرد".
رقم صادم يعكس موجة غير مسبوقة من الاستقالات داخل الوحدات الدائمة.
تدهور معنويات.. وصعود الضغوط النفسية
مسؤولون عسكريون كبار حذّروا من تراجع المكانة والظروف المهنية، مؤكدين وجود ارتفاع حاد في طلبات المساعدة النفسية داخل الجيش.
وبصراحة نادرة، قال أحدهم: "نحن نفقد الجنود الأكثر خبرة، ولا نملك بديلاً جاهزًا لهم".
خسائر بشرية في وقت ضيق
اضطرت المؤسسة العسكرية خلال الأشهر الماضية إلى تأجيل تقاعد عناصر حسّاسة في وحداتهم، لعدم وجود بدائل.
تلك الخطوة تؤكد أن الجيش يعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، في وقت ترتفع فيه المطالب العملياتية على نحو غير مسبوق.
جذور الأزمة: مال قبل الرجال
الزيادات التي منحها رؤساء الأركان سابقًا — والتي بدأت بـ7% ووصلت إلى 15% لبعض الضباط — تحولت إلى عبء مالي ضخم بلغت تكلفته نحو 1.5 مليار شيكل سنويًا.
وبينما كان يفترض إصلاح الأمر تدريجيًا، جاءت أحداث 7 أكتوبر لتمنح الضباط العاملين في الاحتياط امتيازات جديدة، ما زاد البلبلة داخل المنظومة.
جيش يبحث عن “مَن يخدم” لا “كيف يخدم”
المشهد الحالي يكشف أزمة هيكلية عميقة:
جيش يعاني من نقص المهنيين، ضباط يهربون خوفًا على المعاشات، ضغط نفسي متصاعد، وقرارات مالية مربكة تهدد استقرار المؤسسة العسكرية كلها.
ومع استمرار موجة الاستقالات، يبدو أن الجيش الإسرائيلي يقف أمام معادلة ساخرة:
معارك أقلّ.. وضباط أقلّ.. ومشاكل أكثر!














0 تعليق