خسائر اقتصادية ضخمة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة.. خبير يكشف لـ"الدستور"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور سمير مصطفى أبومدلله، المحاضر في جامعة الأزهر بـغزة والمحلل الاقتصادي، إنّ صورة الدمار ما زالت أكبر من أن تُحصى رقميًا؛ نظرًا لغياب البيانات الكاملة، لكنّ المؤشرات الأولية تكشف عن كارثة اقتصادية وبيئية واجتماعية غير مسبوقة في قطاع غزة.

وقدّر "أبومدلله" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الخسائر المباشرة في القطاع الزراعي تجاوزت 1.2 مليار دولار، في حين تُسجَّل خسائر يومية بقيمة تقارب 2 مليون دولار نتيجة توقف النشاط الزراعي. 

ولفت إلى استهدف كل مقومات الحياة: الجامعات، المدارس، المستشفيات، المنازل، البنية التحتية والاجتماعية، ولم تستثنِ الأراضي الزراعية التي تُعدّ أحد أهم ركائز الاقتصاد المحلي.

تضرر 156 ألف دونم من الأراضي الزراعية

وبحسب تقديرات الخبير الفلسطيني، تضرّر نحو 156 ألف دونم من الأراضي الزراعية، تعرّض 70% منها لأضرار جسيمة.

كما هبط إنتاج قطاعي الزراعة والصيد بنسبة 94%، فيما تضررت الدفيئات الزراعية بنسبة 44%  أما الثروة الحيوانية فقد تكبدت خسائر قاسية، شملت نفوق 2200 رأس من الأبقار و65  ألف رأس من الأغنام والماعز. 

بالإضافة إلى تدمير 1188 بئرًا زراعية، الأمر الذي يجعل عملية استصلاح هذه الأراضي تحتاج إلى ما لا يقل عن خمس سنوات، في حال توفرت الظروف والموارد.

ولفت إلى أن إسرائيل تُحكم سيطرتها حاليًا على نحو 53  % من أراضي قطاع غزة، ومعظمها أراضٍ زراعية تمتد من بيت حانون وأجزاء من بيت لاهيا شمالًا، مرورًا بالمناطق الشرقية من القطاع، وصولًا إلى خان يونس ورفح، حيث طالت عمليات التجريف والتخريب مناطق واسعة مثل عبسان الصغيرة والكبيرة وخزاعة وبني سهيلا وغيرها. 

ونوه بأن هذا التدمير لم يصب الأراضي وحدها، بل طال السكان المقيمين في تلك المناطق الحدودية.

وعن الآثار البيئية، قال الدكتور أبو مدلله إنّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة صنّف ما يجري في غزة بأنه كارثة بيئية ومناخية؛ فأدت عمليات اقتلاع الأشجار وحرق الأراضي إلى تلويث التربة والمعادن، بينما خلّفت المواد المتفجرة، بما فيها اليورانيوم والفوسفور الأبيض، آثارًا خطيرة على التربة والمياه الجوفية. 

وزاد من حدّة الأزمة تدمير شبكات الصرف الصحي، ما تسبب بتسرّب المياه الملوثة إلى الآبار المستخدمة للشرب، وبالتالي انتشار أمراض مرتبطة بتلوث المياه خلال الفترة الماضية.

كما خلّف أكثر من 50 مليون طن من الركام تلوثًا واسعًا في الهواء والتربة، وزاد الوضع سوءًا نقص غاز الطهي، الذي دفع السكان إلى حرق النفايات والبلاستيك والخشب، ما ضاعف مستويات التلوث.

ونوه الخبير الفلسطيني بأن ما حدث في غزة هو جريمة حرب مكتملة الأركان، استهدفت مقومات الحياة كافة: المنازل، الأراضي الزراعية، البنية التحتية، الآبار، الجامعات، دور العبادة، وحتى المواقع الأثرية، في إطار حرب شاملة بامتياز، تهدف إلى جعل غزة غير صالحة للحياة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق