أكد رونالد لامولا وزير خارجية جنوب أفريقيا، أمس، أن وصول طائرة إلى بلاده الأسبوع الماضي وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينيًا، يعتبر جزءًا من "أجندة أوسع" لإخراج الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، عبر شبكة من الرحلات الجوية العارضة.
جنوب إفريقيا تكشف خطة إسرائيل لتهجير غزة والضفة الغربية
وانتقد وزير خارجية جنوب أفريقيا الاثنين وصول طائرة إلى البلاد وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينيًا كجزء من "أجندة أوسع" لإخراج الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية عبر شبكة من الرحلات الجوية العارضة وذلك وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير اليوم إن وزير الخارجية رونالد لامولا لم يُفصح عن الجهة التي تعتقد جنوب أفريقيا أنها نظّمت الطائرة العارضة التي وصلت إلى جوهانسبرغ يوم الخميس وعلى متنها 153 فلسطينيًا، لكن تصريحاته اعتُبرت اتهامًا لإسرائيل بالوقوف وراء حملة لإخراج الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية وإرسالهم إلى دول أخرى.
وتابع لامولا: "في الواقع، نحن كحكومة جنوب إفريقيا نشك في ملابسات وصول الطائرة والركاب الذين كانوا على متنها. يبدو أنها تُمثل أجندة أوسع نطاقًا لتهجير الفلسطينيين من فلسطين إلى أنحاء مختلفة من العالم، وهي عملية مُدبّرة بوضوح، إذ لا يقتصر إرسالهم على جنوب إفريقيا فحسب، بل هناك دول أخرى أُرسلت إليها مثل هذه الرحلات".
وأضاف لامولا: "لا نريد أي رحلات جوية أخرى تصل إلينا، فهذه أجندة واضحة لطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية".
من جهتها أفادت الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن تنفيذ السياسات المدنية في الأراضي الفلسطينية أن الفلسطينيين على متن الطائرة المستأجرة المتجهة إلى جنوب إفريقيا غادروا قطاع غزة بعد حصولها على موافقة دولة ثالثة لاستقبالهم، ضمن سياسة حكومية إسرائيلية تسمح لسكان غزة بالمغادرة ولم تُسمّ الدولة الثالثة.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية تبنّت سابقًا تعهدًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء غزة نهائيًا من أكثر من مليوني فلسطيني، في خطة وصفتها جماعات حقوقية بأنها تُعدّ بمثابة تطهير عرقي، فيما قال ترامب إنه لن يُسمح لهم بالعودة وفق الصحيفة.
لكن تراجع ترامب منذ ذلك الحين عن تلك الخطة، وتوسط في وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، يسمح للفلسطينيين بالبقاء في غزة.
وكشفت “واشنطن بوست” عن إجراء إسرائيل مناقشات مع جنوب السودان في وقت سابق من هذا العام حول إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين من غزة هناك، كجزء من جهد إسرائيلي أوسع لتسهيل الهجرة الجماعية من القطاع. كما طرحت خططًا لإعادة توطين الفلسطينيين مع حكومات أفريقية أخرى.
وصرح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بأنه سيتم إجراء تحقيق من قبل أجهزة المخابرات لمعرفة من يقف وراء الطائرة التي تقل فلسطينيين والتي وصلت إلى مطار جوهانسبرغ الدولي الرئيسي قادمة من مطار رامون في جنوب إسرائيل عبر كينيا.
وأعلنت السلطات في جنوب أفريقيا أن الفلسطينيين ومن بينهم عائلات لديها أطفال وامرأة حامل في شهرها التاسع لم تكن بحوزتهم الوثائق اللازمة للسفر إلى جنوب أفريقيا أو وثائق خروج رسمية من إسرائيل وقد سُمح لهم بالدخول في النهاية بعد أن منعهم مسؤولو الهجرة من النزول من الطائرة، واحتجزوهم على مدرج المطار لنحو 12 ساعة، في خطوة من جانب السلطات الجنوب أفريقية لاقت انتقادات لاذعة من جماعات حقوق الإنسان.
منظمة المجد ذراع إسرائيل لتهجير الفلسطينين لافريقيا
وجاءت تعليقات لامولا في أعقاب اتهامات وجهتها جماعات مدنية جنوب أفريقية لمنظمة "المجد" في القدس بتنظيم الرحلة إلى جنوب أفريقيا، ولها علاقات مع إسرائيل. ولم تقدم هذه الجماعات أي دليل على مزاعمها بوجود علاقات مع إسرائيل.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي، للصحيفة الأمريكية، بأن شركة المجد رتبت نقل حوالي 150 فلسطينيًا من غزة إلى جنوب أفريقيا وحصلت على وثائق سفر سليمة لهم.
وأفادت منظمة غير حكومية جنوب أفريقية بأن الطائرة المستأجرة التي وصلت إلى جوهانسبرغ الأسبوع الماضي كانت الثانية من نوعها.

















0 تعليق