تشهد محافظة الإسماعيلية، مساء اليوم الإثنين، واحدة من أهم الاحتفاليات التاريخية على أرضها، حيث تُعاد الحياة إلى النصب التذكاري للدفاع عن قناة السويس بمنطقة جبل مريم، في احتفال رسمي كبير يحضره عدد من الوزراء والدبلوماسيين والملحقين الأجانب وشخصيات بارزة من مصر وخارجها.
ويأتي هذا الحدث ليعيد إلى الواجهة قيمة أثرية وتاريخية تعود إلى مائة عام على بدء إنشاء هذا النصب، الذي يحتضن بين جنباته رفات جنود قضوا نحبهم خلال الحرب العالمية الأولى دفاعًا عن مسار الملاحة الدولية في قناة السويس.
النصب التذكاري للدفاع عن قناة السويس
يمثل هذا الصرح الحجرى القائم على ربوة عالية مشرفة على المجرى الملاحي شهادة ناطقة على معارك خاضها جنود من عدة جنسيات؛ سقطوا في مواجهة محاولات السيطرة على أحد أهم الممرات البحرية في العالم. ويؤكد افتتاحه من جديد أن ذاكرة المكان ما تزال قادرة على سرد التاريخ وفتح أبوابه للأجيال المقبلة.
الاحتفال لا يقتصر على إعادة افتتاح معلم أثري، بل يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو تعزيز مكانة الإسماعيلية على الخريطة السياحية، حيث تواصل المحافظة ربط تاريخها العريق بمستقبلها الواعد. ومن المقرر خلال الاحتفالية تنظيم معرض للصور التوثيقية يضم سجلات نادرة عن هيئة قناة السويس، إضافة إلى بازار للمنتجات التراثية والهدايا التذكارية المستوحاة من رمزية الحدث التاريخي، بما يتكامل مع جهود دعم الحرف التراثية والصناعات الثقافية.
وتتزامن الاحتفالية مع الذكرى ١٥٦ عامًا على افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩، ومرور ٥٠ عامًا على إعادة افتتاحها بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣، في تقاطع تاريخي يؤكد أن القناة لم تكن مجرد ممر مائي، بل رمزًا للمقاومة الوطنية، خاصة خلال معارك الإسماعيلية في يناير 1951 التي مهدت لثورة 23 يوليو.
ويأتي الحدث هذا العام متزامنًا أيضًا مع الاستعداد لانطلاق النسخة الخامسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية والذي يشكل مع الاحتفالية لوحة ثقافية متكاملة تعكس روح المدينة وحضارتها وتنوعها الإنساني.
إن إعادة افتتاح النصب التذكاري بجبل مريم ليست مجرد لحظة احتفالية، بل عودة واعية لذاكرة وطنية تتجدد، تؤكد أن مصر تحتفظ بصفحات مجدها، وتقرأ تاريخها، وتكرم الذين رحلوا دفاعًا عن مستقبلها، لتبقى قناة السويس رمزًا خالدًا يعبر الزمن.












0 تعليق