من أوروبا.. مَنْ حجز مقاعده في "مونديال 2026"؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل دورة من دورات التصفيات الأوروبية، تتحوّل الملاعب إلى مسرح مليء بالإثارة والمفاجآت، حيث تتواجه المنتخبات الكبيرة مع فرق لا يُستهان بها، فتصبح النتائج على الورق مجرّد أرقام لا تعكس حجم المعارك الحقيقية على أرض الملعب. كل مباراة تُشبه فيلمًا دراميًا تتقلب فيه كل التوقعات رأسًا على عقب، كما شهدنا في السنوات الأخيرة سقوط عمالقة مثل منتخب إيطاليا أمام مفاجآت غير متوقعة.

Advertisement

 

 ومع اقتراب كأس العالم 2026 وزيادة عدد المقاعد، تتصاعد وتيرة الإثارة، لتصبح أنظار الجماهير مركزة على كل تمريرة، وكل هدف، وكل لحظة حاسمة قد تحدد مصير المنتخبات في السباق نحو "المونديال" الكبير.
نظام التصفيات الأوروبية لكأس العالم 2026 جاء معقدًا وأكثر تشويقًا مقارنة بالمواسم السابقة، مع زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى 16 فريقًا. الدور الأول جمع الفرق في 12 مجموعة تضم أربعة إلى خمسة منتخبات، ويتأهل متصدر كل مجموعة مباشرةً إلى الدور الثاني. وهنا تبدأ "المعارك" التكتيكية الحقيقية، إذ كل منتخب يسعى لإثبات جدارته على مستوى عالٍ من المنافسة، بينما أي هفوة قد تكلفه فرصة التأهل مباشرة. الدور الثاني الذي يشمل أصحاب المركز الثاني وأفضل أربعة فرق من دوري الأمم، يلعب بنظام نصف النهائي والنهائي على أربعة مسارات، ليحجز الفائز النهائي مقعده في "المونديال"، وهو أسلوب يضيف مزيدًا من الدراما ويجعل كل مباراة حاسمة.
حتى الآن، حجزت عدّة منتخبات مقاعدها رسميًا في البطولة، وكان منتخب إنكلترا أول من ضمن التأهل بعد سجل مثالي تحت قيادة توماس توخيل، ما أعطى الفريق دفعة كبيرة قبل أربع جولات من نهاية التصفيات. تبعه فرنسا، حامل لقب 2018 ووصيف 2022 بقيادة كيليان مبابي الذي قاد "الديوك" إلى الفوز الحاسم أمام أوكرانيا، مؤكدًا قدرة الفريق على المنافسة على أعلى مستوى. وكرواتيا بقيادة لوكا مودريتش أظهرت أن الخبرة والتكتيك لا يقلان أهمية عن القوة الفردية، فيما تأهلت البرتغال رغم غياب نجمها الأسطوري كريستيانو رونالدو، وسجلت النرويج حضورًا لافتًا بعد فوزها المذهل على إيطاليا برباعية، ما يؤكد أن المنافسة الأوروبية لا تعرف المستحيل.
في المقابل، تنتظر بعد المنتخبات فرصة أخيرة عبر الملحق الأوروبي، بما فيها إيرلندا الشمالية التي تأهلت في سيناريو مثير في أرض بوشكاش آرينا، وكذلك المنتخب الإيطالي الذي سيحاول استعادة مكانه في البطولة بعد خسارته أمام النرويج. هذه المباريات تمنح المنتخبات فرصة لإعادة كتابة تاريخها في اللحظات الأخيرة، وتجعل الملحق الأوروبي حدثًا لا يقل عن أي مباراة في الدور الأول.

وهكذا، تثبت التصفيات الأوروبية مرّة أخرى أنها ليست مجرّد طريق إلى كأس العالم، بل معركة هوية وكبرياء، تُعيد تشكيل خريطة كرة القدم مع كل هدف وكل سقطة وكل انتفاضة. ومع اقتراب اللحظات الحاسمة، ستبقى العيون شاخصة نحو المنتخبات التي تكتب فصولًا جديدة في تاريخ اللعبة، بين من يثبت نفسه كقوة لا تهتز، ومن يبحث عن فرصة أخيرة ليقول: نحن هنا… ونستحق مكاننا في "المونديال".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق