في قلب دائرة شبرا وروض الفرج وبولاق أبو العلا، حيث تتشابك الأزقة كخيوط حياة لا تهدأ، وحيث يختلط صوت الحرفيين بنداء الباعة، وبينهما سعي الناس إلى لقمة العيش، ظهرت فتاة لم تتجاوز الثامنة والعشرين، لكنها بدت وكأنها تحمل من الوعي أضعاف ما تحمله سنواتها القليلة.
لم تأتِ مونيكا مجدي محاطة بموكب أو بهرجة انتخابية، ولم تطرق أبواب النفوذ، بل طرقت باب الشارع.
جاءت بدراجة بسيطة، تحمل فوقها حقيبة دعائية، أدوات ليست من عالم الحملات الكبرى، لكنها من عالم الحقيقة.
ومنذ اللحظة الأولى، بدت الرسالة واضحة سياسة صادقة، بلا زخرفة، وبلا مساحيق تخفي الواقع.
مونيكا مجدي هي المرشحة في انتخابات مجلس النواب،التي لا تريد أن يتبعها الناس، بل تريد أن تسير بينهم،وأن تبقى قريبة من نبضهم، كما تبقى قدماها قريبتين من الأرض التي تمشي عليها.
وفي هذا الحوار، تحكي مونيكا مجدي عن رحلتها، وعن معركتها ضد المال السياسي، وعن علاقتها بأبناء الدائرة، وعن رسالتها للشباب وللدولة وللرئيس، كما تحدثت عن حملتها التي صارت ظاهرة، وعن المئات الذين بدأوا يلتفون حولها رغم تواضع الإمكانيات.
إلى نص الحوار..
ما الذي دفعك لدخول الانتخابات ؟
حين شعرت أن لدي القدرة على أن أكون صوتًا يمثّل الناس قررت أن أترشح، وهذه ليست المرة الأولى حيث ترشحت في انتخابات 2020، ولدى رسالة أرغب في توصيلها للناس وأن أكون صوتهم المعبر عنهم وعن تطلعاتهم وأحلامهم، فالناس البسيطة تحتاج إلى نائب يلمس احتياجتهم ويعبر عنهم بكل صدق وأمانة.
قراري بالترشح لم يكن سعيًا لمنصب، بل إيمانًا بأن أبناء شبرا وروض الفرج وبولاق يستحقون صوتًا صادقًا يعبر عنهم بوضوح، صوتًا لا يبيع الوهم ولا يشتري الأصوات، بل يعمل من أجل الناس البسطاء، والمواطن الغلبان اللي عايز يشوف فرق حقيقي في حياته، أؤمن أن القوة ليست في المال السياسي، القوة في وعي الناس، وأن الخدمة الحقيقية تبدأ من الشارع وتنتهي داخل البرلمان، أسعى أن أكون صوت الناس الصادق.
واجهت المال السياسي منذ اليوم الأول… كيف تعاملت مع ذلك؟
- تعاملت مع المال السياسي بالثبات كنت أعرف منذ البداية أنني لن أدخل سباقًا ماليًا بل سباقًا أخلاقيًا، أنا آمنت بأن استعادة هذه الثقة أهم من الفوز نفسه، كما أنني لم أعد الناس بأنني سأشتري صوتًا، بل وعدتهم بأنني لن أخون صوتًا.
حملتك اعتمدت على أدوات بسيطة للغاية… لماذا اخترت هذا الشكل؟
- لأنني أردت أن أكون كما أنا، بلا مبالغة، وبلا واجهات، فحين أحمل حقيبة دعائية على ظهري، أو أضع لافتة بيدي، أو أتنقل بعجلة وسط الشوارع، فأنا أقول للناس: "أنا منكم"، فالبساطة ليست مجرد وسيلة، بل هي موقف سياسي.
أتجول على قدميَّ، بشنطة تقيلة فيها أوراق وفيها هموم البسطاء، وأحلام ناس كثيرة تحلم بصوت صادق يمثلها بحق.
ورسالتي البساطة من غير مظاهر ولا وعود فاضية، والفكرة تتعمد على البساطة والصدق والهدف وصول الرسالة، وليست الفكرة في العجلة.
كيف تصفين التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- كان التفاعل مفاجئًا في بعض الأحيان، فكنت أدخل إلى المنصات لأرى كمًّا هائلًا من الرسائل والدعم، فأدرك أن الحملات لا تحتاج دائمًا إلى ملايين لتصل، بل تحتاج إلى صدق يظهر في صورة أو مقطع بسيط، وأحيانًا كنت أنزل إلى الشارع لأكمل جولاتي بعد أن أتلقى عشرات الرسائل التي تمنحني دفعة معنوية، فالتفاعل كشف لي أن الناس تبحث عن نموذج مختلف، لا يشبه الأساليب التقليدية التي اعتادوا عليها.
ماذا عن تفاعل كبار السن؟
كبار السن كانوا الأكثر عمقًا في الحوار، كانوا يسألونني عن التفاصيل، عن البرامج، عن التشريعات، عن رؤيتي لمشكلات الإسكان والتموين والصحة، فكنت أجلس معهم بالساعات، أستمع أكثر مما أتكلم، وأنا أعتقد أن كبار السن هم ذاكرة الشارع، وهم البوصلة التي تحدد الاتجاه الصحيح.
س: ما رؤيتك لدور النائب الحقيقي؟
- النائب الحقيقي ليس من يزعم أنه رصف شارع، أو من يتباهى بأنه فرش مسجد، هذه ليست مهام نائب، بل مهام الدولة، فدور النائب هو الدفاع عن حقوق الناس، ومراقبة أداء الحكومة، وطرح القوانين التي تخدم المواطن، والوجود المستمر في الشارع، لا الظهور خلال موسم الانتخابات فقط، النائب هو من يشعر بالمواطن لا من يتفاخر أمامه.
البرنامج الإنتخابي هو ميثاق شرف والنائب الجاد لا يضع الاحلام الوردية داخل برنامجه الانتخابي وهو غير قادر علي تحقيقها انا وضعت أبسط نقاط هناك المزيد لكنني لا اكذب ولا أتجمل اريد ان يختار المواطن عن مبدا حق وليس باطل.
و مبدا الثقة هو الأهم لتحقيق المزيد لأهالي مناطقنا الثلاث.
ما طبيعة فريق حملتك؟
فريق حملتي يتكون من شباب وطني واع، يؤمن بأن السياسة لا تُبنى بالمصالح بل بالقيم، هؤلاء الشباب يرافقونني يوميًا، يلفّون معي الشوارع، ينشرون الوعي، ويقدمون رسالة وطنية حقيقية، هم ليسوا موظفين، بل شركاء في المعركة.
كيف ترين دور الشباب في المشهد السياسي؟
أرى أن الشباب هم القوة الحقيقية القادرة على رفع هذا البلد، فنحن جيل يريد أن يصنع تغييرًا، وأن يقدم نموذجًا مختلفًا، وأن يدافع عن وطنه.. أقول دائمًا: "البلد لن تتقدم إلا على أكتاف الشباب"، ونحن موجودون لنقول للرئيس والدولة هناك جيل جديد يريد أن يعمل وينجز ويغيّر.
هل تشعرين بأن الحملة أحدثت أثرًا؟
- نعم، ويمكنني أن أقول ذلك بثقة، فلقد رأيت أناسًا يخرجون من بيوتهم لتحيتي، وآخرين يتواصلون معي لعرض مشاكلهم، وآخرين يساعدونني في وضع لافتة أو ترتيب لقاء.. الأثر ليس في عدد الملصقات، بل في عدد القلوب التي تؤمن بأن السياسة يمكن أن تكون نظيفة.
هل تعتبرين نفسك مشروعًا سياسيًا طويل المدى؟
- أنا لست مشروعًا فرديًا، بل مشروع وعي، أنا أريد أن أرى دائرة شبرا وروض الفرج وبولاق أبو العلا أكثر تنظيمًا، وأكثر وعيًا، وأكثر مشاركة، سواء فزت أو لم أفز، فإن معركتي مستمرة، معركة الوعي والحق.
ما رسالتك الأخيرة للناخبين؟
- رسالتي واضحة وبسيطة، صوتكم أمانة… فلا تفرّطوا فيه، اختاروا من يخدمكم بحق، ومن يتواجد معكم، ومن ترون أثره لا صورته، وإن منحتموني ثقتكم، فسأكون معكم قبل وبعد الانتخابات، وسأبقى صوتًا لكم، لا عليكم.











0 تعليق