مع بداية الحراك الانتخابيّ، بدأ "غربال المختارة" يختار الأسماء المرشحة للاستحقاق المُقرر في أيار عام 2026. حالياً، يدرس الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الإشتراكي" خياراته المختلفة، لكن الوقائع تشيرُ إلى أن هناك "ارتياحاً كبيراً" في صفوف "الإشتراكي" خصوصاً على صعيد اختيار الشخصيات المؤثرة والتي يمكن أن تساعد الحزب في انتزاع حواصل انتخابية بسهولة.
Advertisement
المحسوم هو أنّ جنبلاط "يُهندس" الترشيحات قبل التحالفات، ذلك أنّ "الرافعة" التي يريدها "بيك المختارة" في أي لائحة يجب أن تكون عبره وليس عبر أي طرفٍ حليف. لكن في المقابل، يرى جنبلاط أن التحالفات يجب أن تمنحه أيضاً الدعم الكافي لعدم حصول خروقاتٍ في مقاعد جوهرية لاسيما في دائرة الشوف - عاليه.
تقول المصادر السياسية إن جنبلاط على تنسيق دائم مع الرئيس سعد الحريري في مختلف الشؤون، وقد يطلبُ منه دعما انتخابيا في الوقت المناسب، علماً أن هذا الأمر يعتبرُ في الوقت الراهن من المُسلّمات باعتبار أن الحريري لن يُوجّه أصوات "التيار" إلى أي لائحة تعارض جنبلاط، فـ"الحلف التاريخي" يترسخ ولا مجال لفتح أي سبيل نحو طرفٍ آخر.
في المقابل، تلفت المصادر إلى أنّ "الإشتراكي" سيُنسق "حكماً" مع حركة "أمل" بشأن أي تنسيق انتخابي مُحدد، علماً أن التنسيق السياسي المتعارف عليه مستمر ولم ينقطع، لكنّ الوقت ما زال مُتاحاً لتنسيق كافة التفاصيل وتحديد الثغرات الانتخابية، وهذا ما يسعى إليه فريقٌ خاص مكلف من "الإشتراكي" لـ"حياكة التحالفات والترشيحات" بهدوء تام ومن دون أي صخب.
وفعلياً، فإن هاجس جنبلاط الأساسيّ الآن هو دعم الساحة الدرزية وتمكينها من التأثير على الواقع الانتخابي، ذلك أن مشاركة الدروز في الانتخابات العام المقبل مهمة جداً، ولها دلالاتها السياسية أبرزها تثبيت قوة تلك الطائفة رغم اعتبارها من الأقليات، وإبراز أنها مُصرّة على إحداث تغيير في لبنان وفق التبدلات الجديدة وانطلاقاً من المؤسسات الدستورية وليس من خارجها. لهذا، يسعى جنبلاط قدر الإمكان إلى جعلِ المشاركة الدرزية في أعلى مستوياتها وعدم تراجعها أبداً.
ما يمكن تفسيره من الاهتمام بالاستحقاق المقبل هو أن جنبلاط يربطُ المشاركة بالانتخابات بأهمية الوجود الدرزي في لبنان، في حين أنَّ الهدف الآخر أيضاً هو تثبيت زعامة تيمور جنبلاط للمرحلة المقبلة وفي ذورة التغييرات التي شهدتها المنطقة خصوصاً قضية السويداء في سوريا. هنا، فإن ما سيساعد جنبلاط أكثر على إتمام هذه المهمّة وبسلاسة هو استقطابه لأطرافٍ متنوعة من حوله، علماً أن جنبلاط هو الطرف الوحيد الذي يستطيع أن يستميل كافة الطوائف نحو لوائحه، وبالتالي كسر النظرية الطائفية وتكريس مبدأ مشاركة الجميع وفق قاعدة القوة الشعبية وإرادة الشراكة بين مُختلف المكونات.







0 تعليق