Advertisement
وبحسب الموقع، "في أعقاب تقرير صحيفة نيويورك تايمز، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن إسرائيل سترد "بقوة أكبر بكثير" في مواجهتها المقبلة مع إيران، وتستعد لصراع قد يستمر لأكثر من اثني عشر يوما. في الواقع، لم تتمكن إيران قط من إطلاق أكثر من 200 صاروخ في عملية واحدة، ولا أكثر من حوالي سبعين صاروخا خلال المواجهة في حزيران 2025. ومن المؤكد تقريبا أن الهجمات الأصغر حجما التي وقعت في شهر حزيران كانت نتيجة للتفوق الجوي الإسرائيلي خلال الصراع الذي استمر اثني عشر يوما، وليس بسبب ضبط النفس الإيراني. ففي الساعات الأولى من الهجوم، قام سلاح الجو الإسرائيلي بتحييد الدفاعات الجوية الإيرانية وضرب قواعد صاروخية وقاذفات متحركة في ما لا يقل عن اثني عشر موقعًا في كل أنحاء البلاد، مما يجعل من الخطير للغاية على طهران نشر أو تزويد صواريخها بالوقود في أماكن مكشوفة".
وتابع الموقع، "على مدى العقدين الماضيين، قامت الجمهورية الإسلامية ببناء شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض لحماية ترسانتها الصاروخية من الغارات الجوية. ومع ذلك، لا تزال تفتقر إلى قدرات إطلاق صواريخ من صوامع مثبتة، على عكس القوى العسكرية المتقدمة كالولايات المتحدة، كما ويتعين إخراج صواريخها ومنصات إطلاقها المتحركة من منشآت محمية، والخضوع لسلسلة طويلة من التحضيرات. وفي ظل ظروف الهيمنة الجوية الإسرائيلية، فإن هذا يخلق نقطة ضعف كبرى، وخاصة بالنسبة للصواريخ الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل".
وأضاف الموقع، "يُعدّ تجهيز صاروخ باليستي يعمل بالوقود السائل للإطلاق أبطأ بكثير، وأكثر تعقيدًا، وأكثر خطورة من تجهيز نظام يعمل بالوقود الصلب. واعتمادًا على نوع الوقود، وقاذف الصاروخ، وكفاءة الطاقم، يمكن أن تستغرق العملية من عشرات الدقائق إلى عدة ساعات - وفي بعض الحالات، يومًا أو أكثر. وخلال هذه الفترة، يمكن للرادار الإسرائيلي والمراقبة الجوية رصد عمليات التزود بالوقود وتنفيذ ضربات استباقية. أما الميزة الحقيقية الوحيدة لإيران هي أراضيها الشاسعة، والتي قد تسمح لبعض منصات الإطلاق بالاستعداد دون أن تُكتشف، وهذا يفسر عجزها عن شنّ هجوم واسع النطاق في حزيران 2025".
وبحسب الموقع، "من المرجح أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أنظمة القيادة والسيطرة الإيرانية في بداية حملة حزيران زادت من حدة الارتباك، مما حدّ من رد إيران الصاروخي. وفي الحقيقة، يمكن استخدام التكتيك عينه في أي مواجهة مستقبلية. استراتيجيًا وتكتيكيًا، تملك إسرائيل زمام المبادرة، فهي من يقرر متى وتحت أي ظروف تضرب. في المقابل، تواجه إيران عقباتٍ هائلة في إعادة بناء شبكة دفاع جوي موثوقة، وهو أمرٌ لم تنجح في تحقيقه منذ أكثر من ثلاثة عقود منذ حربها مع العراق، كما ولا توجد مؤشرات على مشتريات جديدة كبيرة من روسيا أو الصين. وحتى في حال حدوث مثل هذه المشتريات، فإن المعدات وحدها لا تكفي لتحييد القوة الجوية الإسرائيلية. وتعتمد أنظمة الدفاع الجوي على شبكة رادار متكاملة وتنسيق إلكتروني دقيق، وهو أمر يصعب الحفاظ عليه في ظل التضاريس الإيرانية الشاسعة والمتنوعة. ويؤكد كفاح روسيا لحماية أراضيها من الطائرات المسيّرة والصواريخ الأوكرانية هذا القصور، كما وقد أثبتت أن دفاعاتها الجوية غير كافية حتى في المناطق المحيطة بموسكو. وبالمقارنة، فإن شبكة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المتعددة الطبقات والمتقدمة تكنولوجياً، والتي تحمي دولة أصغر من إيران بخمسة وسبعين مرة، لا تزال غير قادرة على توفير التغطية الكاملة".
وختم الموقع، "إن مزاعم مسؤولين إيرانيين مجهولين، والتي كررها محللون على صلة بطهران وتداولتها وسائل إعلام غربية، لا ترقى إلى مستوى الردع الموثوق. فعلى مدى عقود، اعتمدت الجمهورية الإسلامية على ترسانتها الصاروخية كرافعة عسكرية وحيدة تقريبًا، مستخدمةً إياها لإبراز صورة القوة وتهديد أهداف بعيدة، بما في ذلك أوروبا. ولكن في ثلاث جولات من الهجمات على إسرائيل عامي 2024 و2025، اتضحت حدود هذا الردع. فباستثناء استنفاد بعض مخزونات الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية والأميركية، لم تُحقق حملة الصواريخ الإيرانية سوى القليل، وكشفت عن هشاشة ادعاءاتها".








0 تعليق