ترك المصريون القدماء الكثير من الأسرار التي تتكشف يومًا تلو الآخر، تتعلق بطبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها والأدوات التي كانوا يستخدمونها في شؤونهم المختلفة.

سر استخدام المصريين القدماء للمنجل
 

ومن بين الأدوات التي ظهرت في عهد الفراعنة، للاستخدام في عملية الزراعة "المنجل"، لكنه لم يكن مقتصرًا على الاستخدام في الزراعة فقط، فهناك بعدًا دينيًا، بحسب دراسة صدرت في عام 2023.

وأشارت الدراسة أعدتها الدكتورة دينا محسن حسان، أستاذة آثار بكلية الآثار جامعة عين شمس، ونُشرت في مجلة "Bulletin of the Center Papyrological Studies"، إلى الدور المزدوج لأداة الزراعة التقليدية "المنجل" في مصر القديمة، سواء كأداة عملية أو كرمز ديني.

وبحسب الدراسة، استخدم الفلاحون مجموعة من الأدوات لكل مرحلة من مراحل الزراعة (الحرث، العزق، البذر، الحصاد، ثم تجميع المحاصيل ونقلها إلى مخازن الغلال).

وأوضحت أن "المنجل، ذو الشفرة شبه الدائرية والنصل المعقوف، أحد أقدم الأدوات التي استخدمها المصري القديم لحصد الحبوب منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الدولة الحديثة".

ولفتت الدراسة إلى أن "أهمية المنجل لم تقتصر على العمل الزراعي، بل شملت البعد الرمزي والديني؛ حيث وُجد ضمن ودائع أساس بعض المعابد، وكجزء من الأثاث الجنائزي في المقابر الملكية والفردية، مثل مقبرة الملك توت عنخ آمون ومقبرة حما-كا".

وجرى خلال الدراسة تحليل لمجموعات من "المناجل" المحفوظة في متاحف مختلفة حول العالم، بالتركيز على شكلها، وطرق صناعتها، والخامات المستخدمة، لإظهار تطورها عبر العصور المصرية القديمة.

وأبرزت الدراسة كيف أن دمج البُعد العملي للمنجل مع الرمزية الدينية يعكس العلاقة العميقة بين المصري القديم وزراعته وطقوسه الدينية، ما يجعل تلك الأداة رمزًا حضاريًا يربط بين الإنتاج والغرض الطقوسي.