سياسي فلسطيني لـ"الدستور": المشروع الأمريكي بشأن "قوة استقرار غزة" مرفوض عربيًا ودوليًا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد مجلس الأمن الدولي سجالًا دبلوماسيًا حادًا حول مشروع القرار الأمريكي المتعلق بقطاع غزة، والذي تضمّن مقترحًا لتشكيل قوة استقرار دولية وإطلاق مشروع يُعرف باسم "غزة الجديدة". 

وفي هذا السياق، قال السياسي الفلسطيني ثائر أبوعطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن رفض مجلس الأمن للمشروع لم يكن مفاجئًا، في ظل معارضة واسعة من روسيا والصين وعدد من الدول العربية، نتيجة غياب رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية، وعدم تحديد شكل المجلس الانتقالي المقترح لإدارة غزة، فضلًا عن تهميش الدور الفلسطيني الرسمي في الصياغة.

وأضاف أبوعطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصادر إسرائيلية، بينها صحيفة معاريف، لفتت إلى أنّ موسكو قررت الدخول بقوة على خط صياغة اليوم التالي للحرب، بعدما بدا في البداية أن واشنطن تدفع وفق رؤية أشبه بخطة ترامب، قبل أن يتعثر المسار، فبعد ساعات من طرح الولايات المتحدة مشروعها أمام مجلس الأمن، بادرت روسيا إلى تقديم مشروع بديل يدعو إلى نهج متوازن، ويعكس رفضها للصيغة الأمريكية التي منحت تفويضًا لمدة عامين لقوة دولية وهيئة انتقالية لإدارة القطاع.

أبوعطيوي: المشروع الروسي وضع تحديًا إضافيًا أمام واشنطن

المشروع الروسي، كما يرى أبوعطيوي، وضع تحديًا سياسيًا إضافيًا أمام واشنطن، خصوصًا بعد انضمام الإمارات إلى قائمة الدول غير المرتاحة للمقترح الأمريكي بسبب غياب إطار واضح لمهام القوة الدولية.

 كما دعت موسكو وبكين إلى حذف مجلس السلام المقترح وفق رؤية ترامب، معتبرتين أن المشروع الأمريكي يسعى لفرض واقع جديد دون توافق دولي أو فلسطيني.

وحذر أبوعطيوي، من أنّ "غزة الجديدة"، بما تحمله من ملامح تغيير ديموغرافي وجغرافي، أثارت قلقًا واسعًا عالميًا، فالمشروع، وفق التصور الأمريكي الإسرائيلي، يقسم القطاع إلى "غزة الشرقية" و"غزة الغربية"، ما يهدد وحدة الجغرافيا الفلسطينية. 

وترى دول عربية أنّ خطة الإعمار المشروطة قد تفرض وقائع تقسيم دائم، فيما أعلنت عن بعضها، ومنها الإمارات، أنها لن تشارك في أي قوة استقرار بلا تفويض واضح ودور فلسطيني أصيل.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فوجئت بموافقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الطلب الأمريكي لبدء تنفيذ مشروع "غزة الجديدة" بعد شهر من توقيع اتفاق التهدئة. 

وتشمل المرحلة الأولى إعادة إعمار رفح، ثم مناطق شرقي "الخط الأصفر"، وهي مناطق بقيت تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار.

وبحسب هآرتس، فإن الخطة ستقود فعليًا إلى تقسيم القطاع بين شرق يُعاد بناؤه عبر شركات أجنبية بإشراف قوة دولية، وغرب يُترك للجيش الإسرائيلي للتعامل معه إنسانيًا دون تفويض قتالي، ما يثير مخاوف المؤسسة الأمنية من تركها في منطقة "مليئة بالتهديدات" بلا صلاحيات.

وتشير التقديرات إلى أن القوة الدولية ستكون مسئولة نظريًا عن المنطقتين، إلا أن حماس لن تقبل بوجودها دون تسويات واضحة، بينما تتحفظ الدول الوسيطة على إدارة "غزة القديمة" الأكثر تعقيدًا. 

ويرى أبوعطيوي أن المشروع الأمريكي يواجه جدارًا من الرفض الدولي والعربي، ما يجعله مرشحًا للتعثر رغم محاولات واشنطن الالتفاف على قرارات مجلس الأمن ودفعه قدمًا بطرق أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق