تقرير لـ"Washington Post" يكشف: هذا ما تحتاجه أوكرانيا لمواصلة القتال

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكرت صحيفة "Washington Post" الأميركية أنه "رغم البطولة اللافتة التي أظهرها مقاتلو أوكرانيا، لا تزال نتيجة الحرب غير مؤكدة. لذلك، يبقى الدعم الأميركي حيويًا. إن القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب مؤخرا بمنع نشر صواريخ توماهوك كروز يعكس الحذر الاستراتيجي، وكان القرار الصحيح. في الواقع، ينبغي للولايات المتحدة أن تستمر في مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، ولكن توفير صواريخ توماهوك التي يصعب نشرها ودمجها لا معنى له. عوضاً عن ذلك، ينبغي أن ينصب التركيز على تسليم الأسلحة التي يمكن نشرها على الفور، إلى جانب تكثيف الضغوط الاقتصادية، لدفع موسكو إلى الموافقة على إنهاء الأعمال العدائية عن طريق التفاوض من دون الوقوع في دوامة تصعيدية".

Advertisement


وبحسب الصحيفة، "لقد أثبتت أوكرانيا قدرتها الاستثنائية على التكيف، فقد ضربت طائرات مُسيّرة بعيدة المدى، مُصنّعة محليًا، عمق الأراضي الروسية، وقد أدت عملية "شبكة العنكبوت" الجريئة، التي أطلقت فيها أجهزة التجسس الأوكرانية سربًا من الطائرات المُسيّرة المُهرّبة على متن شاحنات، إلى تعطيل ما يُقدّر بنحو 34% من قوة القاذفات الروسية أثناء وجودها على الأرض، كما وأدت عمليات الطائرات المسيّرة البحرية إلى إضعاف أسطول البحر الأسود. لذا، ينبغي على الولايات المتحدة أن تُعزز هذه القوى الناشئة، فالتعاون في الابتكارات في هذا القطاع لا يُساعد أوكرانيا في معركتها الحالية فحسب، بل يُقدم أيضًا دروسًا تُشكل كيفية مواجهة الجيش الأميركي للخصوم في المستقبل".

وتابعت الصحيفة، "تحتاج أوكرانيا بشكل عاجل إلى مزيد من الأدوات التي تُمكّنها من وقف التقدم الروسي البري وتعطيل الهجمات الجوية من مصدرها. ولحسن الحظ، تتوفر أنظمة فعّالة متوافقة مع منصات أوكرانيا الحالية. ويوفر صاروخ ذخيرة الهجوم الواسع المدى (ERAM)، المتوافق مع طائرات إف-16 الأوكرانية، مدى إصابة يبلغ حوالي 280 ميلاً، كما يصل مدى صواريخ كروز توروس الألمانية إلى أكثر من 300 ميل، وهي مصممة لاختراق الأهداف الشديدة التحصين. ومن شأن هذه الأسلحة أن تمنح أوكرانيا القدرة على ضرب القوات الروسية المتقدمة ومراكز اللوجستيات وخطوط الإمداد ومراكز القيادة، مما يعطل بشكل مباشر قدرة روسيا على دعم العمليات الهجومية".

وأضافت الصحيفة، "كانت العقوبات الأخيرة على أكبر شركات النفط الروسية خطوة أولى مُرحّب بها ينبغي البناء عليها، وقد أحدث قرار إدارة ترامب بمنع شركة غونفور السويسرية لتجارة السلع من الاستحواذ على أصول شركة لوك أويل الروسية للنفط، بالإضافة إلى قرار بلغاريا الاستيلاء على مصفاة مملوكة لروسيا، صدمةً في قطاع الطاقة في موسكو. أما الخطوة المنطقية التالية هي تنفيذ عقوبات ثانوية من شأنها أن تثني الكيانات الأجنبية عن شراء النفط الروسي".

وبحسب الصحيفة، "يكمن خطر تكثيف الضغوط في إغراء كلا الجانبين بتصعيد أكبر، لذا، ينبغي لأوكرانيا اتباع استراتيجية تضمن سيادتها، مع توفير خيار خروج موثوق لروسيا دائمًا. على سبيل المثال، كبداية للمفاوضات، يمكن لأوكرانيا أن تقدم هيكل حكم لامركزي لمنطقة دونباس المحتلة، على غرار اتفاق الجمعة العظيمة. وبموجب هذه الخطة، ستبقى دونباس جزءًا من أوكرانيا، مع تمتعها باستقلالية محلية واسعة، وضمان حماية لغوية، وإدارة مدعومة بقوات حفظ سلام متعددة الجنسيات، وهذا من شأنه أن يحول دون تحول المنطقة إلى صراع متجمد، مع استعادة وحدة أراضيها".

وتابعت الصحيفة، "بغض النظر عن النتيجة النهائية للمحادثات، فإن قبول أي تسوية إقليمية يجب أن يقترن بتأمين مستقبل أوكرانيا على المدى البعيد بتعزيز الأمن والتكامل الاقتصادي مع الشركاء الغربيين، ولا بد من مشاركة الولايات المتحدة في أي ترتيب من هذا القبيل. وللحفاظ على الولايات المتحدة، وخاصةً كشريك اقتصادي، يجب على أوكرانيا إجراء إصلاحات، فالمحسوبية واللوائح الغامضة تُحبط الشركات الأميركية باستمرار، مما يجعل ممارسة الأعمال التجارية تمريناً في التحمل وليس فرصة. وفي حين أن مكافحة الفساد مشروعٌ يمتد لأجيال، فإن إزالة مختلف العقبات الإدارية يُعدّ ثمرةً سهلة المنال نسبيًا. إضافةً إلى ذلك، فإن منح الولايات المتحدة صفة "الدولة الأكثر رعاية" من شأنه أن يُسهم في تحويل العلاقة إلى شراكة حقيقية".

وختمت الصحيفة، "لا تحتاج أوكرانيا إلى كل نظام متقدم يمكن تخيله، بل تحتاج إلى دعم حاسم استراتيجيًا. إن المزيج المناسب من المساعدات العسكرية المدروسة والعقوبات الموجهة والدبلوماسية المنسقة كفيلٌ بتأمين مكانة أوكرانيا دون التسبب في تصعيدٍ لا يمكن السيطرة عليه".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق