قال الدكتور وائل بدوي، عضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي، إن التجربة الطبية التي شهدتها المكسيك مؤخرًا تمثل طفرة غير مسبوقة في عالم الجراحة عن بُعد، حيث نجح فريق طبي في إجراء عملية حقن مجهري لبويضة باستخدام روبوت مُدار عن بُعد، مع توظيف منظومة متقدمة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى ولادة أول طفل في العالم بهذه التقنية.

وأضاف بدوي، خلال مداخلة ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، المُذاع عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أن الجراح كان يتحكم في الروبوت من مدينة نيويورك بينما كانت المريضة تتلقى العلاج في المكسيك، وهو ما يعكس التقدم الكبير في مجال الجراحات الدقيقة التي تتم عن بُعد، خاصة أن العملية تمت داخل نطاق بالغ الدقة، لا يحتمل نسبة خطأ كبيرة.

وأوضح أن أهمية التجربة لا تقتصر على نجاح حقن حيوان منوي واحد داخل البويضة بدقة فائقة، بل تمتد لتأكيد قدرة التكنولوجيا الحديثة على إحداث نقلة نوعية في مستقبل الجراحات، خصوصًا تلك التي يمكن تنفيذها عبر مسافات شاسعة، مما يفتح الباب أمام تقديم خدمات طبية عالية التخصص للمناطق النائية دون الحاجة إلى انتقال المرضى أو الأطباء، بما يسهم في تقليل التكلفة ورفع كفاءة الرعاية الصحية.

وأكد بدوي أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الطبيب، بل سيكون مساعدًا له، حيث يرفع من كفاءة الأداء ويسرّع العمليات، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء بدأوا بالفعل في تعلم كيفية العمل بالتكامل مع هذه التقنيات، وأن العنصر البشري سيظل جزءًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه.