في يوم اللطف العالمي.. كيف يساهم لطفك مع الآخرين في دعم صحتك النفسية؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن اللطف بين الناس ليس سلوكًا شكليًا بل سلوك فطري يعزز الإحساس بالأمان ويقوّي الروابط الإنسانية، موضحًا أن الابتسامة الصادقة وحدها تفتح نصف الطريق نحو التعاطف والتواصل الإيجابي، لأنها تبعث في الآخرين شعورًا بالود والثقة.

وأوضح، خلال مداخلة ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن التفاعل اللطيف بين البشر يُحدث تغيّرات كيميائية حقيقية داخل المخ، إذ يُنشط أربعة هرمونات رئيسية: "الأوكسيتوسين المسؤول عن التعاطف والشعور بالارتباط، الدوبامين الذي يمنح الإحساس بالتركيز والمتعة، السيروتونين الذي يعزز الشعور بالسعادة، الأندورفين الذي يعمل كمُسكّن طبيعي للألم".

وأضاف أن الإنسان حين يتلقى معاملة لطيفة، سواء من طبيب أو صديق أو حتى شخص غريب، يشعر بانخفاض في الألم وتحسُّن في حالته النفسية، لأن تفاعل الهرمونات الإيجابية يخفف من التوتر ويعزز طاقة الجسد على التحمل، موضحًا أن كثيرين يقولون إن ألمهم خف بعد زيارة الطبيب حتى من دون دواء، والسر في "الطاقة الإيجابية الناتجة عن اللطف".

وأشار فرويز إلى أن التعامل الإنساني اليومي خارج المنزل، سواء في العمل أو الشارع أو وسائل المواصلات، له أثر كبير على الصحة النفسية، مضيفًا أن كسب محبة الناس لا يتطلب مجهودًا ضخمًا بل لغة جسد إيجابية، ونظرة ودودة، واهتمام حقيقي أثناء الحديث، وهي كلها إشارات غير لفظية تُشعر الآخرين بالقبول والتقدير.

وأكد أن اللطف لا يعني ضعف الشخصية أو التنازل، بل هو قوة ناعمة تبني الثقة بين الناس وتُعيد للتعاملات معناها الإنساني، داعيًا إلى ترسيخ هذه القيمة منذ الصغر، من خلال المدرسة والأسرة ودور العبادة، بدءًا من سن 4 حتى 14 عامًا، وهي المرحلة الأهم لغرس القيم السلوكية التي ترافق الإنسان طوال حياته.

وشدد على أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن نشر ثقافة اللطف هو استثمار في الصحة النفسية للمجتمع بأسره، يعيد التوازن لعلاقات البشر ويجعلهم أكثر رحمة وسلامًا مع أنفسهم ومع الآخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق