"حريتك تقف أمام أنفي، يمكن أن تقول ما تريد داخل النقابة ولكن ليس علي صفحات التواصل"، ربما تكشف هذه الكلمات التي قالها رئيس اتحاد الكتاب، علاء عبدالهادي وتعكس سر الدعاوي القضائية والتحقيقات التي يطارد بها أعضاء الاتحاد من نخبة مثقفي وأدباء مصر.
من بين من يتم التحقيق معهم بالاتحاد الشاعر عمارة إبراهيم وفي حواره لـ“الدستور” يكشف عمارة عن كواليس هذه التحقيقات وأسبابها وما يحدث بين أروقة الاتحاد.
بداية.. متى ولماذا أصدر علاء عبد الهادي قرار تحوليك للتحقيق؟
هذه ليست المرة الأولى في الحقيقة يتم تحويلي للتحقيق؛ فبرغم موضوعيتي التي أتميز بها في تناول قضية أو موقف ما في أحوالي الثقافية أو غير الثقافية "غير أن سيادته"، كلما تناولت بالنقد أو التساؤل أو الاستفسار عن قرار من قرارات مجلس إدارة الاتحاد أو عن قرار من قرارات الجمعية العمومية بالنشر على صفحتي أو عبر الصحافة، يقوم بتحويلي إلى التحقيق والغريب في الأمر أنه يكلف عضو في مجلسه وهي ليست صديقة على صفحتي بدخولها وتقوم بإبلاغه بالوهم وليس بالحقائق المنشورة، ما دفعني بتقديم شكوى للمجلس ضد نجوى عبد العال عضو المجلس وبحسب ما جاءني في خطاب التحقيق المرسل لي على عنوان منزلي بأنها تقدمت للمجلس بشكوى ضدي بسبب ما قمت بنشره على صفحتي وادعت بحسب خطاب المجلس المرسل إلي بأنني قمت بالاساءة إلى المجلس، وهذا غير صحيح وأرفقت شكوتي التي أرسلتها إلى رئيس اتحاد الكتاب ضمن مرفقات التحقيق معي.
هل تعتقد أن ما يحدث من استدعاءات ودعاوي ضد أعضاء الاتحاد أمر ممنهج؟
ما يحدث من استدعاءات لبعض الأعضاء ودعاوى قضائية ربما كان أمرا ممنهجا، وفي تحليلي الشخصي لهذا الأمر، فقد بدأ علاء عبد الهادي رئاسة مجلس الاتحاد بعد صراعات بينه وبين الكثير من أعضاء المجالس السابقة أذكر منهم د. أسامة أبو طالب، حزين عمر، د. مدحت الجيار، الشاعر محمد ثابت وغيرهم كان ذلك في الألفية الجديدة وخاصة بعد ثورة 25 يناير.
من لحظتها وبدأ يستخدم ضد الكثير من الكتاب الحقيقيين المواقف التي لم يسبق للمجالس السابقة مثلها رغم تعدد وتنوع وقوة المشاكل داخل غرفة الاجتماعات وللأسف تم رفع دعاوى قضائية ضد الكثير وقام بفصلهم من العضوية.
هل انحرف الاتحاد عن رسالته بمثل هذه الممارسات ومتى بدأ هذا الانحراف ولماذا؟
مجلس الاتحاد ومن واقع خبرتي النقابية الطويلة لم يقدم طموح أعضاء جمعيته العمومية، رغم زيادة الموارد المالية التي لا تستخدم في الأنشطة الثقافية إلا لخدمة الزملاء أعضاء الشٌعَب واللجان وأعضاء اللجان النقابية الفرعية، ولو طلبنا من المجلس حصر أسماء الزميلات والزملاء الذين يشاركون ويحضرون الفعاليات لم نرَ الأسماء الكبيرة والقديمة في عضوية الاتحاد المنتشرة بالمحافظات.
لقد وقفت حشود الأعضاء عن الذهاب الي مقره في الزمالك بسبب عدم تقديم الجديد من الفعاليات باستثناء شعبة النقد التي تقدم أعمالها القليلة بجدية واحترافية، أما معظم الشعب واللجان فأعمالها هي أعمال هواة لا يقدمون الجديد ولا يقدمون سوى الأنشطة التقليدية من لقاءات في الشعر وخواطره وبعض الأعمال الأخرى التي يستضيفون قامات أدبية أو ثقافية يأتون من باب اسم الاتحاد وقيمته النقابية الكبيرة وذلك في القليل من العمل، وللأسف يحاضر هؤلاء الكبار داخل غرف خاوية من الحضور باستثناء الوجوه المكررة.
من هذه الرؤية النقدية التي احترم فيها الجميع أؤكد أن مجلس الاتحاد برئاسة الزميل علاء عبد الهادي لم يقدم طموحنا في أعماله الثقافية.
أما عن دوره الاجتماعي؛ فالجميع يعلم أن لا طموحنا الذي ننشده في العلاج أو المعاش لم يتحقق رغم الموارد التي تحققت خلال وجودي في المجلس من 2016 حتي 2018 ووصلت نحو 70 مليون جنيه في الصندوقين وزادت في فترة عدم وجود أنشطة بسبب فيروس كورونا، لتوقف الأنشطة حتى وصلت إلى 85 مليون جنيه حيث زادت أرباح هذه الودائع سنويا إلى أرقام ضخمة، للأسف بتم استخدام ما يخص عوائد صندوق الاتحاد في الأنشطة التي لا تمثل طموحنا ولا يشارك فيها على مدار السنة غير الوجوه المكررة ولن يزيد عددهم عن 300 أو 400 عضو من أعضاء الجمعية الذين يتجاوز 4000 زميلة وزميل.
هل تعتقد أن الخوف من المساءلة قد يؤثر على حرية الفكر والإبداع؟
مسألة الخوف من المساءلة لا يخشاها الجميع، فريق ملّ الأحداث والصورة المرئية والسمعية التي أنتجتها الأحوال، والأعضاء الذين يمثلون قيمة الكاتب وقوة حضوره الثقافي أصبحوا لا يهتمون بذلك؛ فالكثير لا يسددون الاشتراك السنوى بسبب هذه المشاكل وعدم حصولهم على دوافع سداد الاشتراك والاهتمام بنقابتهم.
ما الخطوات العملية التي تقترحها لتحقيق ذلك؟
لا خطوات ولا إصلاح دون مشاركة الجمعية العمومية لاتحاد كتاب مصر، فالانتخابات القادمة في مارس المقبل ويجب أن يشارك فيها كل الكتاب الذين يسددون اشتراكاتهم السنوية، وهناك أعضاء تجاوزت أعمارهم السن القانوني وعددهم لا يقل عن 800 عضو عليهم المشاركة وكذا الشباب وغيرهم؛ نريد جمعية عمومية تزيد في أعداد حضورها الـ2000 وليس 300 وهم الذين يوجهون أعمالهم هذا الإنجاز لو تم ستتغير الأوضاع تماما وإذ ما كان هذا المقترح يلقي تجاوبا من داخل الاتحاد، أكد “عمارة”: أشك بل تصل إجابتي إلي حد اليقين وهي استحالة العمل لتحقيق الإصلاح.
ما الدور الحقيقي الذي ينبغي أن يقوم به اتحاد الكتاب في حياة الأديب والمشهد الثقافي عمومًا؟
حدد قانون الاتحاد في الفصل الأول أهداف إنشاء النقابة وهي نقابة فكرية تساهم في الأعمال الوطنية والقومية لصالح مصر وأوطاننا العربية من خلال الإبداع والفكر الذي يعتنق ويعانق الأدوار الوطنية التي تدعم المواقف الاجتماعية والثقافية والسياسية لصالح شعوبنا بما لا يخل بأمن وسلامة الوطن مصر وكذا أوطاننا العربية، أيضا دعم الكاتب ثقافيا واجتماعيا بما يليق به وبدوره الثقافي والإبداعي الذي يعزز حضور مصر ثقافيا.
وفي الحقيقة قدم اتحاد الكتاب أدوارا متعاظمة من قبل هذه النكبة التي ندعو لها أن تنقشع ويعود الاتحاد لأعضائه والثقافة المصرية بما يستحضر لها قوتها الناعمة بحكم أنها نقابة فكرية لها الحجم الكبير والقوة المتعاظمة في الفكر والإبداع والثقافة.
















0 تعليق