أعلن الجيش الأمريكي مؤخرًا تأسيس وحدة متقدمة في المحيط الهندي والهادئ؛ لمواجهة التضليل و"التأثير الضار" الذي تمارسه القوى المعادية، مع التركيز على حماية حلفائه من النفوذ المعادي في فضاء المعلومات.
وبحسب "ستارز آند سترايبس"، فإن الكتيبة الأولى، المسماة "1st Theater Information Advantage Detachment"، ومقرها في فورت شافتر بهاواي، هي إحدى 3 وحدات يجري التخطيط لتفعيلها قبل نهاية 2026، على أن يتم تأسيس الثانية في ربيع هذا العام ضمن "قيادة الجيش السيبراني"، والثالثة في خريف العام المقبل ضمن "القوات الأمريكية في أوروبا وإفريقيا".
بدوره وصف قائد الوحدة، العقيد شون هايدجيركن، وحدته بأنها تشكيل مصمم للمناورة ضمن بيئة المعلومات والحفاظ على مواقع التفوق، مؤكدًا أن مهمتها تمكين الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ من «الإحساس والفهم واتخاذ القرار والتحرك أسرع من أي خصم، مع تعزيز التعاون مع الحلفاء والشركاء في المنطقة».
وكشفت مصادر أن الوحدة تتكون من 65 جنديًا موزعين على 5 فرق متخصصة في مجالات الاستخبارات السيبرانية، والعمليات النفسية، والشؤون العامة، والحرب الإلكترونية، والشؤون المدنية، وعمليات المعلومات؛ ما يعكس التزام الجيش بتعزيز الشفافية ومواجهة التضليل وضمان اعتماد الشركاء على الحقائق.
ويرى محللون أن هذا التشكيل الجديد يمثل نقلة نوعية مقارنة بالقوات السابقة؛ لمكافحة الحرب المعلوماتية، التي كانت تدار ضمن أوامر العمليات الخاصة ومخصصة لمهام قصيرة الأجل في العراق وأفغانستان، لتصبح القوات أكثر قدرة على العمل اليومي في فضاء المعلومات بدلًا من مجرد دعم خلفي.
من جانبه شدد العقيد هايدجيركن على أن المعلومات المضللة و«الأنشطة الضارة» ليست مجرد تحديات تتطلب استجابة في أوقات الأزمات فحسب، بل تمثل تهديدًا مستمرًا طوال فترات المنافسة الاستراتيجية، موضحًا: «لا يمكننا الانتظار حتى يظهر بالونٌ ما، لنبدأ بالتصدي لهذه الأنشطة»، وأضاف: «نهدف إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة ومنسقة مع الشركاء، وبناء صمود ومناعة ضد أي نشاط ضار أو تلاعب من الخصوم».
ولدى سؤاله عن مثال حقيقي لمثل هذه الأنشطة الخبيثة، أشار الرقيب الأول أفيري بينيت إلى تحركات الصين في بحر الصين الجنوبي، حيث تستخدم بكين الصراع في المنطقة الرمادية، والإكراه، والتشابكات المالية لتعزيز موقفها، مؤكدًا أن مهمة الوحدة هي دعم الحلفاء في حماية سيادتهم، ومنع أي خصم من فرض سرديات مضللة، وضمان أن يكون صوت الحلفاء والشركاء مسموعًا في البيئة المعلوماتية، وفق تعبيره.

















0 تعليق