الثلاثاء 11/نوفمبر/2025 - 06:11 ص 11/11/2025 6:11:39 AM
اجتاز الإعصار "فونغ وونغ" أرخبيل الفلبين متجهًا نحو تايوان، بعد أن صنفته السلطات "فائق القوة"، مخلفًا وراءه دمارًا واسعًا جراء رياحه العاتية وأمطاره الغزيرة. وقد أودت العاصفة بحياة شخصين على الأقل وأجبرت أكثر من 1.4 مليون شخص على إخلاء مناطقهم، ويأتي ذلك بعد أيام فقط من مرور الإعصار "كالمايغي" الذي خلف أكثر من 224 قتيلًا.
وضرب الإعصار الساحل الشرقي للفلبين الأحد، مغطيًا تقريبًا كامل البلاد بعواصفه، واقتلع الأشجار وأغرق قرى بأكملها في مناطق جنوبية. وقد أعلنت الحكومة إغلاق المدارس والمكاتب الحكومية في أنحاء واسعة من جزيرة لوزون، بما في ذلك العاصمة مانيلا، تحسبًا لأمطار غزيرة لم تتحقق بالقدر المتوقع. وفي مقاطعة أورورا، حيث وصل الإعصار إلى اليابسة، أفاد أحد رجال الإنقاذ بأن السلطات لم تتمكن بعد من تقييم حجم الأضرار بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية إن الإعصار، الذي دفع السلطات إلى إجلاء أكثر من مليون وأربعمئة ألف شخص من مناطق معرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، يتجه حاليًا نحو تايوان مع تراجع تدريجي في قوته. وسُجلت أولى حالات الوفاة في مقاطعة سامار التي تضررت سابقًا من الإعصار "كالمايغي"، إذ عُثر على جثة امرأة تبلغ 64 عامًا تحت الأنقاض والأشجار المتساقطة، كما أعلنت هيئة الدفاع المدني لاحقًا وفاة رجل غرقًا جراء فيضان مفاجئ في جزيرة كاتاندوانيس. ولجأ مئات السكان في مقاطعة كاغايان شمال البلاد إلى مراكز الإيواء خوفًا من الفيضانات، استجابة لتحذيرات السلطات.
وتتعرض الفلبين سنويًا لما يقارب عشرين عاصفة أو إعصارًا، وغالبًا ما تكون المناطق الفقيرة الأكثر تضررًا نتيجة هشاشة البنى التحتية وضعف أنظمة الصرف. ويحذر خبراء المناخ من أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية تجعل الأعاصير والعواصف أكثر شدة وتكرارًا، حيث يؤدي ارتفاع حرارة المحيطات إلى زيادة قوة الأعاصير، بينما يجعل ارتفاع درجات الحرارة الغلاف الجوي أكثر رطوبة، مما يتسبب بتساقط أمطار أكثر غزارة وتدميرًا.

















0 تعليق