يتغيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حضور جلسة محاكمته غدًا بدعوى انشغاله بسلسلة لقاءات سياسية رفيعة المستوى.
هذا الغياب يأتي في وقت يلتقي فيه نتنياهو مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، اللذين وصلا إلى إسرائيل ضمن جهود واشنطن لحل أزمة المسلحين في رفح.
خلفية الأزمة في رفح
جاءت الزيارة الأمريكية بعد تسلّم إسرائيل جثمان الجندي هدار غولدن من حركة حماس عبر الصليب الأحمر، في إطار مقترح أمريكي أوسع يقضي بالسماح لنحو 200 عنصر من "حماس" المحاصرين في رفح بالانتقال إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة في غزة أو إلى دولة ثالثة لم تُحدد بعد، مقابل تسليم أسلحتهم وتدمير الأنفاق التي يتحصنون فيها.
اتهامات جنائية مستمرة
ويواجه نتنياهو 3 قضايا جنائية تتعلق بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وهي ملفات تلاحقه منذ سنوات ورغم مثوله المتكرر أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، يواصل نتنياهو طلب التغيب بدعوى ارتباطاته الرسمية والسياسية، مؤكدًا أن الاتهامات "ذات طابع سياسي" في المقابل، تدعو شخصيات في ائتلافه إلى إنهاء المحاكمة نهائيًا، مستندة إلى دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسحاق هرتسوغ بـ"إلغاء المحاكمة لما تمثله من إعاقة سياسية"
رفض المعارضة وتحذيرات من تراجع الديمقراطية
ترفض المعارضة الإسرائيلية وقطاعات واسعة من الجمهور هذه الدعوات، معتبرة أن وقف المحاكمة سيقوّض استقلال القضاء بالكامل.
في السياق، دعا رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي أهارون باراك، إلى التوصل لاتفاق ادعاء مع نتنياهو يقرّ فيه بتهمة واحدة مقابل وقف الإجراءات وإصدار عفو لاحق من الرئيس الإسرائيلي.
وأكد باراك خلال مؤتمر للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية: "الوقت ينفد، وإذا لم يُبرم اتفاق ادعاء قريبًا، فستصل القضية إلى نقطة اللاعودة" وأضاف أن إسرائيل "تنزلق من ديمقراطية ليبرالية نحو ديمقراطية غير ليبرالية، وفي نهاية هذا المسار تنتظرنا دكتاتورية"، مشيرًا إلى قدرة نتنياهو على وقف خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل.
مستقبل النظام السياسي الإسرائيلي
وتستمر المعارضة في التحذير من مشروع الإصلاح القضائي الذي طرحه وزير العدل ياريف ليفين لإضعاف صلاحيات المحكمة العليا، يبرز الجدل حول مستقبل النظام السياسي في إسرائيل. وأكد باراك أن الانتخابات المقبلة، المقررة مبدئيًا نهاية 2026، ستكون "حاسمة لمستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية"، داعيًا نتنياهو إلى أن يكون قدوة في رأب الصدع الوطني بدل تأجيجه.







0 تعليق