رئيس "الفيفا" في ورطة بسبب ترامب… هل يُعاقب قبل كأس العالم 2026؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
على بُعد أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام للمرّة الأولى بمشاركة 48 منتخبًا في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في الصيف المقبل، وجد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نفسه في خضم جدل غير رياضي. تصريحات رئيسه السويسري جياني إنفانتينو، الداعمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثارت تساؤلات حول مدى حياد "الفيفا" واستقلاليته عن النفوذ السياسي، وأشعلت نقاشًا حول حدود العلاقة بين الرياضة والسياسة في أكبر بطولة كرة قدم على مستوى العالم.

Advertisement

 

 تصريحات إنفانتينو جاءت خلال منتدى الأعمال الأميركي في ميامي، حين قال: "علينا جميعًا دعم ما يفعله ترامب، لأنني أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام، هو يقدّم لنا دعمًا كبيرًا من أجل كأس العالم، ويقول ما يعتقده الكثيرون لكن لا يجرؤون على قوله، ولهذا السبب هو ناجح للغاية". وأضاف: "أنا محظوظ بعلاقتي بالرئيس ترامب وأعتبره صديقًا مقربًا".
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ اعتبرها ميغيل مادورو، الرئيس السابق للجنة الحوكمة بالفيفا، انتهاكًا واضحًا لقواعد الحياد السياسي المنصوص عليها في المادة 15 من ميثاق الأخلاقيات لـ "الفيفا"، التي تلزم مسؤولي المنظمة بعدم اتخاذ أي مواقف سياسية أو دينية، إلا إذا ارتبطت بأهداف نظامية لـ "الفيفا". مادورو أوضح أن إنفانتينو لم يكتفِ بالاعتراف بشرعية ترامب، بل دعا الآخرين صراحة إلى دعمه سياسيًا، متجاوزًا دور رئيس "الفيفا" كمحايد في القضايا الداخلية للولايات المتحدة.

المسألة تحمل أبعادًا تتجاوز السياسة، إذ تعتمد التحضيرات لكأس العالم 2026 على تعاون وثيق مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك مسائل الأمن والسلامة، إضافة إلى الرعاة المحليين والدوليين. تصريحات إنفانتينو، في هذا السياق، قد تؤثر على تصوّر الرعاة حول استقلالية "الفيفا" وحياده عن الضغوط السياسية، وهو ما قد يبطئ توقيع عقود الرعاية أو يزيد من الشروط المرتبطة بها.

وفي الوقت الحالي، لم يصدر أي موقف رسمي من "الفيفا" تجاه هذه التصريحات، لكن لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد قد تفتح تحقيقًا، مع إمكانية توقيع عقوبات تبدأ من التحذير والتوبيخ، وصولًا إلى الغرامات المالية أو حظر المشاركة في أي نشاط يتعلّق بكرة القدم. كل هذه الاحتمالات تبقي قضية تصريحات إنفانتينو مفتوحة على احتمالات عدّة، بينما يستعدّ العالم لمتابعة أول بطولة كبرى لكأس العالم بـ48 منتخبًا.

إذًا فإن جدل إنفانتينو يضع "الفيفا" أمام تحدٍ مزدوج: كيف يحافظ على صورته كهيئة رياضية محايدة في مواجهة النفوذ السياسي، وفي الوقت نفسه، يستفيد من العلاقات التي قد تدعم تنظيم أكبر حدث كروي في العالم؟ الإجابة عن هذا السؤال لن تؤثرّ فقط على سمعة الاتحاد الدولي، بل قد تعيد فتح النقاش حول العلاقة المعقدة بين السياسة والرياضة، وكيف يمكن للمنظمات الرياضية العالمية أن تحمي حيادها في أوقات تتشابك فيها المصالح السياسية والاقتصادية مع أضواء الملاعب.

 

President Trump, wearing a navy jacket with a US flag pin at the top of his left lapel, white shirt and red tie with black stripes, speaks alongside FIFA president Gianni Infantino, wearing a navy jacket, white shirt and red tie with white dots, at a White House desk on which sits the gold World Cup

 

إنفانتينو يواجه أزمة جديدة بسبب دعمه العلني لترامب

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق