Advertisement
حقاً، هذا ما حصل، فالكثير من المواطنين كانوا قد جهزوا أمتعتهم لترك المنازل والانتقال إلى مناطق جبل لبنان والشمال. منذ أن صدرت التهديدات بالقصف، حتى بدأت الاتصالات تتوالى لتأمين شقق ومنازل، ما يعكس شبح الخوف الذي سيطر على النفوس.
فعلياً، أصبح الكثير من سكان الجنوب مستقرين حالياً خارج منازلهم بعدما تركوها مؤخراً عقب ارتفاع اتجاهات التصعيد، وذلك تجنباً لعملية النزوح القسري والمفاجئ التي عاشوها في أيلول عام 2024 حينما وسعت إسرائيل عدوانها على لبنان.
في حديثٍ عبر "لبنان24"، يقولُ المواطن علي الذي أتى إلى صيدا واستأجر شقة فيها مؤخراً إنّ "حالة الخوف لدى عائلته لا تُوصف"، وقال: "لا أريد أن أكرر تجربة الهرب التي عشناها قبل أكثر من عام.. حينها، ويوم 23 أيلول المشؤوم، بقينا في سياراتنا محاصرين بسبب النزوح الكثيف.. منذ ذلك الحين، أردتُ أن أستقر خارج منزلي في الجنوب، ليس لأنني لا أريد العودة، بل لأنني أخشى الحرب مجدداً، ولأنني أخاف على أطفالي".
الغارة التي استهدفت بلدة طورا ظهر يوم الخميس كانت شديدة جداً. في صور، اهتزّت المنازل قوة الانفجار، ما جعل السكان يحتاطون ويخشون توسع القصف.
إحدى المواطنات التي كانت في البلدة تنقل لـ"لبنان24" تفاصيل المشهد، وتقول: "كنتُ أهمّ بمغادرة منزلي للتوجه إلى صور، وما ان انطلقت قليلاً بسيارتي، حتى وجدت أن الغارة حصلت على مسافة قريبة. توقفت فجأة ولم أدرِ ما حصل.. كان الصوت قوياً جداً بينما وجدت كل شي يتطاير في السماء في مكان القصف.. اللحظات مروعة جداً".
وتضيف: "ما يجري مخيف بشدّة.. الطائرات ستصطدم بالمنازل نظراً لشدة تحليقها المنخفض.. ما يظهر هو أن العدو الإسرائيلي يحاول ممارسة الضغط النفسي علينا بهذه المناورات الجوية بمعزل عن القصف والتهديدات".
من ناحيته، يقول مواطنٌ جنوبي من صور لـ"لبنان24": "الخوف يحكم الشارع في الجنوب.. ما شهدناه قبل عام ليس انتصاراً، وأكبر دليل ما نشهده اليوم حيث أن القصف ما زال يسيطر على حياتنا، فيما النزوح سيحصل مُجدداً".
ويُكمل: "ما يجري مخيف جداً، فيما الخطر الذي يتربصُ بنا ليس عادياً.. منذ عامٍ وحتى الآن، أردنا تكوين أنفسنا، لكن ماذا حصل بعد ذلك؟ ما زلنا في وضعٍ غير مستقر، وقدرتنا على الصمود تبددت تماماً".









0 تعليق